تعليق صحفي

الطبقة السياسية في بلاد المسلمين، تكره الإسلام وتحاربه في أركانه ومعالجاته.

وزيرة الثقافة الجزائرية نموذجاً

في هجوم صلف على أحكام الإسلام وأركانه، ذكرت وزيرة الثقافة الجزائرية في كتاب لها بأن أداء الصلاة يعتبر إهانة للإنسان! حيث قالت "أنها لن تصلي، فوضع الرأس على الأرض يعتبر أكبر إهانة للإنسان" على حد وصفها.

وزيرة بل طبقة سياسية ألفت الثقافة الغربية وانفت ثقافة المسلمين وانسلخت عنها!، وزيرة في بلاد مسلمين ترى عبادة الله إهانة ولا ترى غضاضة في عبادة العباد والأهواء!، وترى الفحش والمنكر حرية ولا ترى العفة فضيلة!، وترى الحج اهداراً للمال ولا ترى انفاقه على الرذائل جرماً، فأية وزيرة هذه وأية أنظمة تحكم المسلمين؟!

إن مهاجمة تلك الوزيرة للصلاة -عمود الدين- هو تعبير جليّ عن ثقافة كارهة للإسلام والمسلمين، وهي ثقافة لا تعبر عن شخصها فحسب، وهي وزيرة "ثقافة!"، وإنما عن حقيقة الطبقة السياسية الحاكمة في بلاد المسلمين، والبيئة التي تعيشها تلك الفئة، صنيعة الكافر المستعمر الذي ما خرج إلا بعد أن مكّن لنواطيره، ووضعهم وكلاء عنه، يستقون سياساتهم بل وفكرهم الخرب من ترّهات ثقافة الكافر قدوتهم!.

إن هؤلاء "الأغيار" لم يكتفوا بأن كانوا معولاً في نقض أول عروة من عرى الإسلام المنقوضة، وهي الحكم بما أنزل الله، بل ازدادوا جرماً بأن سعوا إلى نقض بقية عرى الإسلام عروة عروة، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: "لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، كلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة".

وهم بذلك جند للحضارة الرأسمالية التي تحارب الإسلام وتخشى من ظهوره الذي سيستأصلها من الوجود ويريح العالم من ويلاتها وشرورها واستعمارها.

إن هذه اللغة الهابطة والوقحة التي تتكلم بها تلك الوزيرة، تدل على عداء سافر للإسلام وأركانه ومعالجاته، حيث لم تقتصر وقاحتها على مهاجمة عمود الدين الصلاة بحجة أن كيفيتها لم ترد في القرآن بل امتدت لتطال ما ذكرت تفاصيله في كتاب الله كالحج الذي رأت فيه إهدارا للأموال بدون طائل، لتنطق بلسان الرأسماليين الغربيين الذين يأنفون أن يكون المرء عبدا لله بينما يتركونه عبدا للمادة ورأس المال!.

وازدادت تلك الوزيرة في افتضاح قبح مكنونها عبر إظهار معارضتها للزواج، داعية للتحلل بين الرجل والمرأة، وقدوتها في ذلك الكافرون من قوم لوط الذين رأوا في العفة والفضيلة جرماً وفي الشذوذ سلوكاً يليق بهم.

إن هذه البغضاء التي صدرت من وزيرة ثقافة بلد إسلامي، إنما تعبر عن واقع الحكم في ذلك البلد، بل واقع الحكم في بلاد المسلمين قاطبة وواقع الطبقة السياسية الحاكمة الكارهة بل المعادية للإسلام. وهي مؤشر على طبيعة المواصفات الواجب توفرها في شخص الحاكم والوزير ضمن هذه البيئة النتنة.

إن الجدير بالمسلمين عامة وأهل الجزائر خاصة، أن يثوروا في وجه مخلفات الاستعمار، وأن يستمروا في ثورتهم حتى يخلعوا أولئك الحكام النواطير وأنظمتهم التي تحارب الدين وتعاديه، وإن نجاح الثورات في بلاد المسلمين إنما يكمن فقط في العودة لنظام الحكم بالإسلام، الخلافة، فهي التي ستوجد الانسجام الكامل ما بين الدولة والمجتمع الذي يؤمن بدينه فيجعل منه حكما، ببيعة خليفة من جنس الأمة وثقافتها.

(قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُمِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)

17/4/2013