تعليق صحفي

مؤتمر القمة في الدوحة يساعد أمريكا في ترتيباتها الجديدة للمنطقة

تنعقد في الدوحة الثلاثاء قمة عربية يحضرها معظم رؤساء الدول العربية، وحسب وكالات الأنباء فإن الملفين الرئيسين في القمة، هما قضية فلسطين والثورة السورية، وقد سبق هذه القمة زيارة الرئيس الأمريكي لفلسطين والأردن، وكان دعا الرئيسُ الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحافي من القدس الدولَ العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مؤكداً أن إسرائيل هي أقوى دولة في المنطقة ولن تزول أبداً، فيما شدد أوباما ونتنياهو رئيس الكيان اليهودي خلال زيارة الأول لكيان يهود على خطورة الوضع السوري وأعربا عن تخوفهما من وقوع الأسلحة في أيدي "المتطرفين" حسب تعبيرهما وخاصة الأسلحة الكيماوية.

لقد كانت استجابة أطراف عديدة للمتطلبات الأمريكية سريعة فقد رشح عن مسودة مشروع قرار القمة أن القمة ستعيد النظر في المبادرة العربية التي تنص على الانسحاب اليهودي لحدود 67 مقابل التطبيع الكامل للدول العربية مع كيان يهود، ورشح أن هناك متطلبات يهودية تتعلق بحدود 67 وبعودة اللاجئين والقدس، وليس غريبا أن نرى في وقت قريب تغيراً على المبادرة بحيث تلبي المتطلبات الأمريكية اليهودية ويحصل التطبيع العربي اليهودي، هذا بالرغم من أن المبادرة تـضيع معظم فلسطين، وتظهر مدى خيانة حكام العرب لقضية فلسطين.

وقد استجابت السلطة للمناداة بالتطبيع على لسان وزير أوقافها الهباش الذي طالب المسلمين بزيارة القدس تحت حراب الاحتلال، وكذلك قال البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إن الجهاد الأكبر للأمة الإسلامية اليوم هو بزيارة القدس وشد الرحال إليها، فهذا الضال المضل يسمي التطبيع من خلال زيارة القدس تحت حراب الاحتلال جهادا.

وأما على صعيد الملف السوري، فإن القمة تسير قدما باتجاه جعل الإتلاف الوطني-صنيعة أمريكا- هو الممثل لسوريا في الجامعة العربية كمقدمة لجعله ممثلا لسوريا في الأمم المتحدة، وبعد زيارة أوباما لفلسطين  تصالح كيان يهود مع تركيا بعد أن قبل أوردوغان الاعتذار المنحط من نتنياهو متناسيا دماء الشهداء في سفينة مرمرة، وكل ذلك إرضاء لأمريكا ورئيسها ومخططاتها القادمة في الشأن السوري.

 وقد شدد الكثير من المعلقين، على أن دعوة أوباما لعودة المفاوضات دون شروط، ودعوته للتطبيع، يراد منها أمراً آخر ولخدمة مشروع آخر يتعلق بالتحولات في المنطقة، في إشارة إلى المسألة السورية، حتى أن القيادي في السلطة أحمد قريع صرح لوكالة معا محذرا من أن تشكل العودة للمفاوضات غطاء للعبة يجري التخطيط لها في المنطقة.... نريد من الإدارة الأمريكية أن تتحدث بعدالة خلال طرحها للقضايا.

وقد سبق أن رتبت أمريكا هدنة بين سلطة غزة وكيان يهود، وقرر رئيس كيان يهود الإفراج عن أموال السلطة، فهل ستصب جميع قرارات القمة في ترتيب الأوراق لأمريكا حتى تحدث انفراجاً بين السلطة والأنظمة العربية وكيان يهود وتركيا ما يتيح الفرصة لأمريكا بأن تتخذ خطوات تآمرية على الثورة السورية بتعاون جميع الأطراف؟ هذا هو المرجح، ولكننا نأمل بأن يفشل الثوار على الأرض في سوريا بإذن الله كل المؤامرات التي تحاك ضدهم وينجحوا في إيصال الإسلام إلى الحكم وتطبيقه في دولة الخلافة وما ذلك على الله بعزيز.

 

26/3/2013