أفادت مصادر طلابية في جامعة بولتكنيك فلسطين أن "اليوم المفتوح" الذي عُقد في ساحات الجامعة يوم أمس الاثنين 19/10/2009 والذي تضمّن حفل افتتاح مشروع في مجال التعليم التقني والمهني وشاركت فيه العديد من المؤسسات، تحوّل إلى "يوم التعبير السياسي عن رفض أمريكا ومشاريعها".
حدث ذلك خلال مراسم تدشين مشروع تنموي ممول من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حضره مسئولون من الوكالة التي تتابع أعمالها في السفارة الأمريكية في تل أبيب. ولم تمض المراسم كما خُطط لها برفع العلم الأمريكي على منصة حفل الافتتاح، بعدما أصرّ طلبة الجامعة وفي مقدمتهم مجلس الطلبة على إنزال العلم الأمريكي من على منصة الاحتفال، فيما وقف رئيس مجلس اتحاد الطلبة خطيبا في الحضور، وترددت بين الطلبة عبارات مثل "لا نريد أن نستقبل الذين قتلوا إخواننا في العراق".
وكان الطلبة قد تجمعوا في مسيرة داخل الجامعة وتوجّهوا نحو ساحة الحفل هاتفين "يا للعار يا للعار ... أمريكي دخل الدار". وعندما سمع المسئولون من الوكالة الأمريكية ومرافقوهم صوت الطلبة الاحتجاجي، قفزوا صاعدين منصة الحفل، ومنها قفزوا إلى ساحة خلفها حيث كانت سيارتهم الأمنية بانتظارهم وانطلقت مسرعة خارج الجامعة. هذا ولم يغادر وفد الوكالة الأمريكية من مدخل الساحة المعتاد تخوّفا من غضب الطلبة المتجمهرين احتجاجا على أمريكا وعلى رفع علمها في الجامعة.
ومن ثم سادت أجواء رضا وارتياح بين الحاضرين من طلبة وأساتذة، وظهر تأييد عام لموقف الطلبة في إنزال العلم. ونُقل عن بعض الحاضرين قولهم "يجب عدم الاكتفاء بإنزال العلم، بل لا بد من العمل على طرد الجنرال الأمريكي دايتون من رام الله"، وهو المسئول عن تسخير الأجهزة الأمنية للتنسيق الأمني مع دولة الاحتلال اليهودي.
***
إن هذه الوقفة الطلابية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك رفض أهل فلسطين لأمريكا وسياساتها، ولا فرق في ذلك بين المسلمين على اختلاف انتماءاتهم الحركية والحزبية، وهو يؤكد وجود المخلصين من أبناء الأمة في كافة التنظيمات.
وهذه الوقفة هي تعبير صادق عن قوة الرأي العام لدى المسلمين ضد أمريكا وسياساتها، وبالتالي تؤكد أن توجهات السلطة الفلسطينية وأعمالها اللاهثة خلف أمريكا ومشاريعها لا تعكس حقيقة موقف الناس، بغض النظر عن انتماءاتهم الفصائلية.
وإنه لحري بالمخلصين من أبناء الأمة القائمين على المؤسسات العامة أن لا يمكّنوا الدول المعادية للمسلمين، أمريكا وغيرها، من أن يكون لهم أي تأثير في بلاد المسلمين، وأن لا يسمح لهم بالتسلل لقلوب وعقول المسلمين من خلال "المشاريع التنموية"، فولاء المسلمين هو لله ورسوله. ثم إن ذمم أبناء الأمة غير قابلة للعرض في أسواق المنح التمويلية.
إن الدول والجهات المانحة تنفق أموالها للصد عن سبيل الله عبر "المشاريع التنموية" التي تتضمن الترويج للمصالح والأفكار الغربية من خلال ما تسمّيها مشاريع التمنية الاجتماعية والسياسية والفكرية، وإن أي مشروع أمريكي، حتى ولو كان تعليميا، لا يخلو من مصلحة أمريكية – حتى وإن لم تكن ظاهرة للعيان أحياناً - ويجب أن لا يغيب عن وعي الناس أن أمريكا تعمل على تحسين صورتها من خلال تقديم مثل هذه المنح، وهذا بارز في الشعار الذي تؤكد عليه وكالة التنمية الأمريكية وهو "منحة شعب لشعب" أو "من الشعب الأمريكي". وإن أموال أمريكا هي دائما أثمان للمواقف السياسية، أو هي أدوات للتخريب السياسي أو التلويث الفكري، والله سبحانه قد قال القول الفصل في أموال الكافرين:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ"
فيجب على الأمة دائما أن تلفظ أمريكا التي تقتل إخوتنا في العراق وفي أفغانستان وفي الصومال وتقتلنا في فلسطين (بسلاح يهود)، ويجب أن توضع مشاريعها ومساعداتها في ضوء هذه الحقيقة، وأن تنبذ نبذ النواة.
 
20/10/2009