تعليق صحفي

الرأسمالية العلمانية...عنصرية قاتلة، ووحشية بلا رحمة، وحروب دائمة!!

 

تنشر الطائرات بدون طيار القتل والدمار في بلاد المسلمين بخاصة وفي العالم بعامة، في وقت يؤكد فيه المختصون عدم جدوى هذه الطائرات من ناحية استراتيجية، وأنها تساهم في إطالة الحروب، وأن عملها يقتصر على الانتقام، ورفع أسهم السياسيين داخليا.

 

فقد ذكرت  صحيفة الغارديان في تقرير لها "أن التهديد الأكبر للسلام العالمي ليس من الأسلحة النووية واحتمال انتشارها. ولكن من الطائرات بدون طيار وانتشارها الأكيد."

 

"وقد خلص تقرير شامل العام الماضي، أعدّه محامون من جامعتي ستانفورد ونيويورك الأميركيتين، إلى أن هذه الطائرات كانت في كثير من الأحيان غير شرعية، لقتلها مدنيين، وكانت نتائجها عكسية عسكريا. ومن بين الوفيات كان هناك نحو 176 طفلا."

 

ويحتوي التقرير على ما يؤكد عنصرية الرأسمالية وعدم اعتبارها لحياة البشر غير الغربيين، واعتبارها  العنصر الغربي أغلى قيمة من غيره من البشر؛ فقد ورد في التقرير أن القوات الجوية الأمريكية تستمتع بمثل هذه الحظوة، وتتذرع بأن وفيات المدنيين لها ما يبررها كثمن مستحق دفعه لعدم تعريض حياة الطيارين للخطر!!.

 

ففي نظر الرأسمالية العلمانية لا قيمة لحياة البشر سواء كانوا مدنيين أو عسكريين إذا كان ذلك يحقق مصلحة للمتنفذين في سياسية الدول الرأسمالية، وما دامت آلات القتل والوحشية المتمثلة بالطائرات بدون طيار  تمكن من تحقيق "المصلحة" ورفع أسهم السياسيين الغربيين في بلادهم دون تعريض حياة الطيارين للخطر، مادام ذلك ممكنا...فلا قيمة في مبدئهم الرأسمالي العلماني العنصري لحياة البشر ما دموا ليسوا أميركيين، ولا يؤثرون في الانتخابات الرئاسية أو الداخل الأمريكي!. هذا هو وجه الرأسمالية العلمانية العنصري القبيح الذي يطل على البشرية كل يوم بالقتل والتخريب.

 

ومع إدراك الساسة والعسكريين لطبيعة الجرائم التي تقوم بها تلك الطائرات، فإن وزارة الدفاع الأميركية تدرب الآن عددا من مشغلي الطائرات بدون طيار أكثر من الطيارين، في دلالة واضحة على إصرار الرأسمالية الأولى في العالم على القتل بوحشية وبدون أية رحمة.  فالرأسمالية العلمانية لا وجود في قاموسها  لكلمة الرحمة أو الإنسانية لأنها لا تقيم وزناً سوى للقيمة المادية البحتة، ولا يدخل في ميزانها إلا المصالح المادية من نفط وغاز وأسواق مفتوحة. فلا وزن للدماء البشرية في قاموسها، ولا وجود لخطوط حمر في سياساتها، فلا رحمة ولا إنسانية في الرأسمالية العلمانية الإرهابية.

 

وتضيف الصحيفة في تقريرها "ومهما كانت نتائج هذه الطائرات عكسية إستراتيجيا فإنها تضفي لمحة برّاقة على الجبهة الداخلية. ومن الصعب تخيل خطر أكبر للسلام العالمي". وبتلك الحقيقة تقرر الرأسمالية استمرار الحروب واستمرار آلة القتل ما دامت " تضفي لمحة برّاقة على الجبهة الداخلية "، فهي تجلب انتصاراً وهميا وثأراً يشبع رغبات جماهير المنتخبين دون خسارة في أرواح الغربيين "الغالية" في صناديق الاقتراع!! 

 

إن استمرار الدول الغربية في شن الحروب ضرورة للرأسمالية لدوام التأكيد على غطرستها، فقد صرح الجنرال الأمريكي مكريستال، الذي صاغ استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة طالبان في أفغانستان، "إن استخدام هذه الطائرات يزيد من الشعور بالغطرسة الأميركية التي تقول: حسنا...يمكننا أن نحلق في أي  مكان نريده...يمكننا أن نطلق النار في أي مكان نريده...لأننا قادرون على ذلك"!.

 

هذا هو الانطباع الذي تريد أن تصنعه الرأسمالية الغربية، تريد أن تجعل من نفسها إلهاً على الأرض، فالقتل والتدمير والغطرسة والحروب الدائمة أدواتها في السيطرة على البشرية ونهب ثروات الشعوب واستعبادها. 

 

لقد آن للبشرية أن تتخلص من عبودية الرأسمالية التي أوردتها المهالك، فقد  باتت وحشا ينشر القتل والتدمير والخراب والغطرسة والتحلل من كل القيم، وهي بذلك تكشف عن وجهها الحقيقي البشع الذي حاولت ستره بالتشدق بحقوق الانسان والديمقراطية الخادعة. آن للإنسانية التخلص من الرأسمالية العنصرية الارهابية، أمّ الحروب ومصنع الدمار.

 

إن الأمة الإسلامية هي المرشحة الوحيدة لقيادة العالم وإخراجه من العبودية للرأسمالية إلى عدل الاسلام ورحمة تشريعاته بالإنسانية، والأمة الإسلامية إذ تتجه وبتسارع إلى إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فأنها ستحمل الإسلام رسالة نور وعدل للعالم، لترتقي بالبشرية وتخرجها من وحل المادية الرأسمالية إلى عدل الاسلام ورحمته.

 

14-1-2013