تعليق صحفي

حقائق لطالما حرص الحكام والسياسيون والإعلام على إخفائها يكشفها بيريس

حذّر رئيس دولة يهود، شمعون بيريس، في مقابلة له من عودة العمليات العسكرية الفلسطينية إذا ما استمر الجمود الدبلوماسي، واصفاً رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالشريك الممتاز "لإسرائيل"، وأشار إلى أنه يختلف مع نتنياهو في تقييمه لعباس، وقال "إنني لا أقبل الإصرار على أنّ أبا مازن (محمود عباس) ليس بشريك مفاوض جيّد. بالنسبة لي إنه شريك ممتاز. إنّ عسكريينا يصفون لي مدى تعاون القوات الفلسطينية معنا لمكافحة الإرهاب."، وأضاف "أنّ المشكلة الفلسطينية ليست المشكلة الأساسية في الشرق الأوسط، لكن هناك مليار ونصف المليار مسلم"، وأشار إلى أنّ "المشكلة الفلسطينية تؤثر على علاقتنا كلها معهم، وفي حال حلها فإن المتطرفين الإسلاميين سيسلبون حجتهم لأفعالهم ضدنا.".

وبخصوص علاقة يهود مع أمريكا قال: "علينا أن لا نخسر دعم الولايات المتحدة، فالذي يعطي إسرائيل قوة المساومة دولياً هو دعم الولاية المتحدة.. إن كانت إسرائيل وحدها لكان أعداؤها قد ابتلعوها".

من الواضح أنّ بيريس قد وثق في لقائه هذا الكثير من الحقائق التي لطالما حرص السياسيون وحكام العرب والإعلام على تغيبها عن أهل فلسطين وعن المسلمين عامة، لما فيها من خطورة على الوضع القائم حاليا، وأبرزها:

1-      لقد أكد بيريس أنّ دولة يهود ما كانت لتكون على ما هي عليه من غطرسة ووجود لولا دعم أمريكا لها، وأنّه لكان أعداؤها ابتلعوها، وفي ذلك إقرار بضعف كيان يهود على خلاف ما يدعيه قادة يهود بأنهم دولة متفوقة وقوية، وفي ذلك توثيق على أنّ أمريكا هي العدو الأصيل للمسلمين وليست الراعي أو الداعم للحقوق كما تروج لها السلطة وأزلامها.

2-        لقد أكد بيريس على أنّ مشكلة دولة يهود ليست مع أهل فلسطين حصرا، بل هي مع مليار ونصف مليار مسلم، وأنّ حرص يهود على السلام هو من أجل المرور إلى التطبيع مع كل المسلمين، وهذا ما يعيد إلى الصورة إجرام السلطة وحكام العرب والجامعة العربية الذين عملوا على بتر فلسطين عن بعدها الإسلامي وحصرها في شرذمة مأجورة تدعي تمثيل فلسطين وقضيتها، وهو ما يفضح غاية يهود والمتآمرين معهم في سعيهم للسلام المزعوم.

3-      وكذلك أكد بيريس، أحد أبرز دواهي اليهود السياسيين، على أنّ عباس هو شريك ممتاز للسلام، وهذا يدلل على عظم المؤامرة والخيانة التي يسعى عباس لتسويقها من خلال أجهزته الأمنية وخطواته السياسية كالذهاب إلى الأمم المتحدة، والتي يروج لها عباس على أنها أنجاز وطني!!.

4-      لقد شهد بيريس على دور أجهزة السلطة الأمنية، وهي شهادة خزي وعار ستكتب بمداد لن يُمحى من ذاكرة الأمة، هم وكل من تآمر على فلسطين وأهلها.

هذه بعض الحقائق التي كان لابد من تسليط الضوء عليها، ليعلم أصحاب المشروع السلطوي بأنهم بسيرهم في مشروعهم لا يعادون أهل فلسطين فحسب، بل يعادون الأمة ومستقبلها، وهي لن تغفر لهم ذلك، وليعلموا بأنّ دولة يهود قزم ومصيرها إلى زاول حين تزمجر الأمة، فيزول معها كل أوليائها وخدمها.

{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأعراف164

11/1/2013