تعليق صحفي

المطالبة باعتذار بريطانيا عن وعد بلفور لن يرجع حق المسلمين أو يغفر جرمها العظيم

قبل يومين، في الذكرى الـ95 لوعد بلفور المشئوم، طالعنا خبر دعوة فصائل ولجان وتجمعات فلسطينية بريطانيا للاعتذار وتعويض الفلسطينيين عن هذا الوعد المشئوم، مؤكدين على خيار المقاومة لمواجهة الاحتلال وضرورة إتمام الوحدة الوطنية. وقد تنوعت مواقف تلك الحركات من بريطانيا ما بين الإدانة الأخلاقية والمناداة بالمقاضاة القانونية والمطالبة بالاعتذار، دون أن تذهب أي من تلك الحركات إلى الثمن الحقيقي الذي يجب أن تدفعه بريطانيا جراء ما اقترفته بحق فلسطين وأهلها.

فجريمة بريطانيا بحق فلسطين وأهلها، جريمة سوداء بشعة وستبقى محفورة في أذهان الأمة الإسلامية ما لم تقتص منها الأمة، فتشريد الملايين من أهل فلسطين، وقتل الآلاف، وأسر ما يقرب من ثلاثة أرباع مليون، وتدنيس المسجد الأقصى، وأهلاك الحرث والنسل، كل هذه وغيرها من جرائم يهود المتواصلة والمستمرة منذ أكثر من 60 عاما، ما هي إلا ثمرة من ثمار البذرة الخبيثة التي زرعتها بريطانيا في فلسطين. وبريطانيا لم تكن تجهل حقيقة يهود، فماضي يهود المتخم بالفساد والإفساد مشهور معلوم لدى كل الشعوب الأوروبية، وغاية بريطانيا من زرع كيان يهود في جسد الأمة تجلى في أن يكون كيان يهود خنجرا مسموما في جسد الأمة الإسلامية ووسط محيطها.

فدولة هذا مكرها، وتلك فعالها، لن تكون الاعتذارات ولا الأساليب القانونية التي تدور في حلقة مفرغة، كفيلة بمحو تلك الجرائم من ذاكرة الأمة، فدولة الخلافة القادمة هي من سيقرر ثمن ما اقترفته بريطانيا بحق فلسطين وأهلها، وربما من الخير لبريطانيا أن تشرع في تغيير سياستها تجاه أهل فلسطين خاصة والمسلمين عامة لعلها تكفر عن بعض ذنوبها، ولعل ذلك يساعدها في أن يكون الثمن الذي ستدفعها إياه دولة الخلافة ليس باهظا.

أما الاعتذارات والمقاضاة القانونية والإدانات فهي أمور لا ترجع حقا أو تنصف مظلوما اكتوى بنار حقد بريطانيا ولؤمها، فحق أهل فلسطين والمسلمين أعظم من أن يكفيه اعتذار أو إدانة خاصة في ظل مواصلة بريطانيا لمكرها وشرها تجاه المسلمين وأهل فلسطين، فبريطانيا ما زالت تدعم وتمد يهود بيد العون، وتحرس كيانهم من كل ما قد يفتك به من خلال تسخير بريطانيا للحكام العملاء ليؤمنوا دولة يهود ويحفظوا حدودها منذ نشأتها.

4/11/2012