تعليق صحفي

فلسطين أرض إسلامية وليست بحاجة لإثبات هوية!

 اعتبر محمود عباس أن الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة لن يحرر الأرض في اليوم التالي ولكنه سيثبت حقنا بأن أرضنا محتلة، وليست أرضا متنازعا عليها، وهو ما ينطبق على جميع الأراضي التي احتلتها "إسرائيل" عام 1967م، واعتبر ذلك معركة سياسية ودبلوماسية كبيرة.

يكرّس محمود عباس في تصريحاته هذه عقلية الدونية التي ترى في القوى الغربية الاستعمارية هي السيد وهي التي تثبت الحقوق وتضفي الشرعية وتنزعها عبر مؤسستها الأمم المتحدة. كما تكرّس العقلية الانهزامية التي جعلت من الأرض المباركة مسرى رسول الله ومعراجه إلى السماء وقبلة المسلمين الأولى تفتقر إلى اعتراف الأمم المتحدة ليثبت لنا حق في جزء يسير منها وهو المحتل عام 1967م!!.

إن انشغال السلطة بتقديم طلب لدولة غير عضو للجمعية العمومية للأمم المتحدة وتصوير ذلك على أنه إنجاز تاريخي و"معركة!" سياسية ودبلوماسية كبيرة، هو محاولة لمل الفراغ السياسي والتغطية على الفشل السياسي المدوّي للسلطة، وظهورها على حقيقتها بأنها لم تخرج عن وكالة أمنية لحماية المحتل، وهي بذلك كمن يطحن الماء ويحاول أن يخدع الناس بذلك.

إن التغني بالمشروع "الوطني" والتخلص من الاحتلال وإقامة الدولة، بات بضاعة كاسدة لدى أهل فلسطين لا تحمي من اعتداء ولا تحرر أرضاً، حيث يدرك القاصي والداني أن بوابة تحرير فلسطين لن يلجها إلا الجيوش لا المفاوضون أصحاب المعارك الدونكيشوتية، كما أن أهل فلسطين رأوا حقيقة هذه السلطة واكتووا بنار فسادها وقمعها وحربها للناس في أرزاقهم وأقواتهم وأخلاقهم، وإن حبل هذا الخداع بات مقطوعاً، وحبل أهل فلسطين موصول بأمة تتحفز لتستعيد مكانتها وتحدث التغيير الإنقلابي الذي آن أوانه واقتربت ساعته.

إن فلسطين وأهلها برآء ممن أخضعها للمساومة واستبدل إسلاميتها بشرعية الجور من الأمم المتحدة، وممن بعاعها بثمن بخس في سوق النخاسة، وإن لها رجالاً متحفزين أياديهم متوضئة لم تغمس في مستنقعات الكافرين المستعمرين وأذنابهم الحكام، عزموا على تحريرها وردّها إلى حياض المسلمين، لتكون هي وأخواتها من بلاد الشام عقر دار المؤمنين، وإنا لنرى ذلك مع بشائر الخلافة التي تلوح في سماء سوريا قريباً بإذن الله.

(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)