تعليق صحفي

إصرار على العمالة والتضليل

السلطة الغارقة في أباطيلها تتعلق بقشة التقارير الصادرة عن المؤسسات الاستعمارية

تعلّق فياض رئيس حكومة رام الله بقشة التقرير الجديد الصادر عن البنك الدولي، إذ اعتبر أنه حسم محاولات الخلط بين الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة من ناحية، وبين صعوبة الوضع الاقتصادي الناجمة عن ممارسات الاحتلال من ناحية ثانية. وأرجع فياض صعوبة الأوضاع الاقتصادية إلى ممارسات الاحتلال وسيطرته على الموارد في فلسطين، وأعتبر أن الاحتلال هو العقبة الوحيدة أمام قدرة مؤسسات السلطة الوطنية للعمل في إطار دولة مستقلة.

ليس غريبا على فياض أن يعمل على استصدار شهادات حسن سلوك من المؤسسة الاستعمارية التي صنعته، وأجلسته على رأس مشروع خدماتي في فلسطين، كما تفعل في كثير من برامجها العالمية والمصنفة "تنموية"، فيما تتخذها أداة لفرض هيمنة أمريكا والدول الغربية، ولتمرير السياسات الاستعمارية، ولمحاصرة القوى "والاقتصاديّات" الضعيفة لتبقى ممسوخة.

إن العلاقة بين فياض وهذه المؤسسات الاستعمارية هي علاقة فكرية-سياسية أقرب لأن تكون عضوية لا تنفك، وهي بلا شك أقوى من علاقته بفلسطين وقضيتها. لذلك فهو يستقي مفاهيمه السياسية والاقتصادية من "ثقافة" البنك الدولي لا من ثقافة الأمة الإسلامية التي يتنصل منها. وهو ينظر للدولة كجسم مشوّه يقوم على المال والإدارة، كما ينظر الرأسماليون للشركة أو المؤسسة الخدمية، لا كما ينظر المسلمون للدولة على أنها كيان سياسي تنفيذي يقوم على المبدأ ويكون سلطانه بأيدي أهله، لا بقوة الاحتلال.

إن الدولة الفلسطينية التي يمنّي البنك الدولي وغيره أبناء فلسطين بها ما هي إلا شركة أمنية تحفظ أمن الاحتلال من غضبة أهل فلسطين بقوة يسمح بها الاحتلال، وهي مؤسسة خدمية تعفيه من مسئولياته تجاه أهل الأرض التي يحتلها، ولذلك فهي مشروع صهيوني بامتياز، ولا يمكن أن تكون مشروعا معبرا عن ثقافة الأمة وتطلعاتها في تحرير كامل فلسطين من الاحتلال عبر الجهاد، وضمّها لكيان الأمة في خلافة على منهاج النبوة.

إن هذه الرؤية للأمة الإسلامية لحل قضية فلسطين مرفوضة تماما في ذهنية فياض وأمثاله ممن خطفوا قضية فلسطين، مما يؤكد أنهم لا ينتمون لثقافة هذه الأمة، بل هم يعملون ضد هذه الرؤية من خلال حملاتهم الأمنية، ومن خلال ضرائبهم التي تصب في تهجير أهل فلسطين لا في تثبيت رباطهم، وبالتالي فإن موقفهم الطبيعي هو في صف الأعداء لا الأبناء.

إن صعوبة الأوضاع المعيشية للناس هي نتيجة طبيعية لاتفاقيات الذل والعار التي وقعها قادة منظمة التحرير الفلسطينية وهم يخادعون أهل فلسطين ويمنونهم بسنغافورة الشرق الأوسط، وهذه السلطة لا تقوم لها قائمة إلا برضا الاحتلال الذي يعتبره فياض العقبة الوحيدة، فأي تضليل سياسي هذا الذي يمارسه فياض؟

إن أهل فلسطين مدعوون بدافع دينهم لوقفة حق ضد هؤلاء المضللين الذين يجدّفون في قارب الاستعمار ومؤسساته، ويعادون مشروع الأمة التحرري، ويقمعون من يرفع صوته مع هذا المشروع.

وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

21-9-2012