تعليق صحفي: كالعادة،،، حكام العرب والمسلمين يحافظون على كونهم "ظاهرة صوتية" لا أكثر في قمة عدم الانحياز

اختتمت القمة السادسة عشرة لحركة دول عدم الانحياز أعمالها في طهران أمس الجمعة، بتبني الوثيقة النهائية التي تناولت أهم الملفات الدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وحق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وبينما اختلفوا فيما بينهم على موقفهم من الثورة السورية، حيث واصلت إيران دعمها للنظام السوري المجرم، في حين أبدى الرئيس المصري الجديد، محمد مرسي، دعمه السياسي للشعب السوري، فقد اتفقوا على "دعم" القضية الفلسطينية، حيث قال مرسي :"إنّ الشعبين الفلسطيني والسوري يناضلان ببسالة مبهرة من اجل الحصول على حريتهما".

وعلى الرغم من تأكيد نجاد على تأمر الدول الغربية ومجلس الأمن على فلسطين وأهلها بقوله: "إن مجلس الأمن لم يفعل شيئاً للفلسطينيين سوى تعزيز وضع الكيان الإسرائيلي وان هذا المجلس احتل مكان الجمعية العامة وبات يتخذ القرارات بدلاً عنها ولذا فإنّ الأمم والحكومات المستقلة لا يمكنها الذهاب إلى مجلس الأمن لنيل حقوقها ما يتطلب تغيير الوضع الحالي الذي يسود القرارات وهو ما يتطلب كذلك إصلاحات جذرية ونلاحظ أنّ الأمم المتحدة فريسة جشع مجموعة صغيرة من الدول"، إلى أنه لم يتطرق إلى الحل الأصيل لقضية فلسطين، تماما مثلما فعل مرسي الذي أكد على "الحق الفلسطيني في إقامة دولته وتوفير الدعم السياسي لهذا الحق، مؤكدا على الدعم الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتوجهه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل العضوية."

وبذلك حافظ قطبا الرحى في قمة عدم الانحياز، نجاد ومرسي، على كونهما ظاهرة صوتية لا أكثر، فلم يسمع منهم المسلمون فيما يتعلق بفلسطين، القضية التي كانت أحدى أكبر الملفات التي بحثتها القمة، سوى عبارات الدعم والتأييد بالكلام، دون أدنى خطوة عملية أو وعد بخطوة عملية على طريق تحرير فلسطين من كيان يهود الغاصب، مع أنّ القاصي والداني يعلم وجوب تحريك الجيوش المسلمة من أجل نصرة فلسطين وأهلها وكل بلاد المسلمين المحتلة، بينما قطبا الرحى، حرصا على تجاهل هذا الحل وتغييبه تماما عن الطرح، بل واصل كل منهما مسيرة التضليل في القضية، حيث عمل مرسي على لفت الأنظار إلى الفروع دون الأصل بدعوته "الفصائل الفلسطينية إلى ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية والتفرغ للقضية الفلسطينية وما توجهه من تحديات كما ركز على قضية الأسرى الفلسطينيين"، في محاولة منه لإيهام المسلمين بأنّ هذه هي مشاكل فلسطين وليست الاحتلال ذاته، تماما مثلما حاول نجاد صرف الأنظار إلى ضرورة إصلاح الأمم المتحدة، وكأنّ الأمم المتحدة تصلح أن تكون بوابة الحلول للمشاكل ومنها مشكلة فلسطين!!.

يبدو أنّ المسلمين على موعد مع عنتريات جديدة، يسمع فيها المسلمون جعجعة دون أن يروا طحنا، كعنتريات أردوغان ونجاد المتواصلة منذ سنوات، ولكن هذه المرة من مرسي صاحب عباءة الإسلام المعتدل!!

ولكن خاب فألهم وطاش سهمهم، فالأمة الإسلامية اليوم تسابق الزمن في سعيها لاسترداد عزتها وكرامتها، ولم يعد ينطلي عليها أحابيل الحكام المتخاذلين، وقريبا ستمتد يد الأمة الإسلامية لتنال ذرى المجد والعز في دولة الخلافة الإسلامية التي ستحرر فلسطين وكل بلاد المسلمين المغتصبة، ولن يكون حينها هناك مجال لشعب مسلم يستنصر فلا يُنصر ويستغيث فلا يُغاث. بل ستكون عبارات لبيك يا أمة الإسلامية لبيك هي الحاضرة والسائدة.

1/9/2012