الانحياز للأمة ولفلسطين بالحل العسكري وعدم الانحياز لأمريكا وعملائها بالحل السياسي

 

فرحت حكومة غزة بدعوة رئيسها لحضور "مؤتمر دول عدم الانحياز" المزمع عقده نهاية الشهر الحالي في إيران، مما أثار حفيظة سلطة رام الله، واعتبر رئيس حكومتها أن ذلك يمثل ضربة إلى وحدانية التمثيل الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم نقلت صحيفة فلسطين أن وزير خارجية غزة استهجن موقف سلطة رام الله، واعتبر أن انقسام الواقع الفلسطيني إلى أكثر من رؤية سياسية يقتضي تجميع هذه الرؤى السياسية بورقة عمل واحدة، وربط ذلك بخطوة المصالحة.

 

يزداد مستوى الهبوط السياسي لدى جناحيّ السلطة في تنافس صبياني على المقاعد الكرتونية، وعلى السير على البسط الحمراء في المحافل الدولية، ويسعدون بألقاب الفخامة والسيادة دون أدنى التفاتة سياسية لحقيقة تلك المحافل الدولية والأدوار الخبيثة لها وللأنظمة التي تقف وراءها والقوى التي تحركها، ودون وعي على طبيعة حل قضية فلسطين، فانطبق قول الشاعر:

ألقاب مملكة في غير موضعها   كالهر يحكي انتفاخاً  صولة الأسد

ويتناسى هؤلاء المدّعون لتمثيل قضية فلسطين خلفية دعوى عدم الانحياز، وهيمنة أمريكا عليها، كأداة سياسية لتحقيق مصالحها تحت دعاوى تضليلية باطلة من مثل المحافظة على السلام الدولي، واحترام سيادة الدول، ويتناسى رئيس حكومة غزة مشاركة النظام الإيراني الإجرامية لبشار ضد ثورة الأمة في الشام.

إن أشباه القادة الذين يتمسّحون بالأنظمة ومحافلها الباطلة -نشأة وغاية وواقعا- لا يمثّلون فلسطين ولا أهلها، إذ هم لا يجرؤون على طرح ورقة سياسية-شرعية لتحرير فلسطين، ولا على استنهاض جيوش المسلمين للتحرير، وكل ما يأتمرون حوله هو حل سياسي ضمن الرؤية الأمريكية لدويلة فلسطينية تعيش تحت الإنعاش.

إن أي حل لقضية فلسطين يوصف بالسياسي يعني في النهاية الإبقاء على كيان يهود المجرم، والسعي لحل يبقي دولة اليهود هو عمل خيانيّ لله ورسوله وللمسلمين ولفلسطين، مما هو قطعي في ثقافة الأمة وتراثها.

وإن ورقة الحل الوحيدة لفلسطين، هي ما تقرأ في كتاب الله، وما تستلهم من تاريخ الأمة، وما تتوافق مع مستقبلها المبشر به، وهي ورقة الجهاد لتحريرها كاملة غير منقوصة واستئصال كيان الاحتلال اليهودي منها للأبد، حتى يقول الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله.

وهذه الورقة الجهادية تطرح في ميادين تحرير الأمة الثائرة، لا في محافل المؤامرات الدولية، وإن المسلم لا يمكن إلا أن يكون منحازا للإسلام وللأمة الإسلامية ولمصالحها الحيوية ومنحازا للحل الجهادي.

"فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ"

فهل يعي أهل فلسطين على هذا الانحدار الذي سيقت له قضية فلسطين؟ ويهبّون هبة رجل واحد في وجه كل من يدعي تمثيلهم ومن ثم يهرول نحو "الحلول السياسية" في المحافل الدولية؟

25/8/2012