حاول مستوطنون إحراق منزل في قرية فرعتا غربي نابلس أمس، وسبق ذلك العديد من الاعتداءات الآثمة من قبل المستوطنين على الناس وكان من أبرزها القاؤهم لزجاجة حارقة على سيارة قرب بيت لحم عشية عيد الفطر المبارك مما أدى إلى اصابة 6 أشخاص من ركابها بحروق. وحوادث اعتداءات المستوطنين على المساجد وقطعهم للطرقات باتت عصية على الحصر.

لقد عمدت السلطة طوال السنين السابقة إلى تجريد الناس من أية وسيلة يدافعون بها عن أنفسهم، فتحت ستار ملاحقة الفلتان الأمني صادرت السلطة من الناس وسائل دفاعهم عن أنفسهم من أسلحة فردية وحتى من أدوات صيد، ولاحقت كذلك كل من تعرض لليهود ومستوطنيهم المجرمين بأذى تحت ستار محاربة الإرهاب، بينما أعادت السلطة كل مستوطن أو جندي تسلل للمدن الفلسطينية تحت ستار أنه "تائه!" ودخل المناطق الفلسطينية بالخطأ!، فأدّت هذه السياسات إلى تقديم أهل فلسطين ومقدساتهم وأرضهم لقمة سائغة ليهود وقطعان مستوطنينهم.

فبعد أن كان المستوطنون في موقف الدفاع عن أنفسهم أصبحوا في موقف المهاجم، دون أن تتعرض لهم السلطة بسوء أو تصد ولو جزءاً يسيراً من اعتداءاتهم بل هي تقوم على حمايتهم، وللتضليل الاعلامي تدعو السلطة الناس العزل المجردين من أية وسيلة يدافعون بها عن أنفسهم إلى تشكيل لجان دفاع محلية عن القرى والبلدات التي تتعرض لاعتداءات وحشية من قطاعان المستوطنين، ومن حدثته نفسه بالانتقام الفعلي من هؤلاء المستوطنين يكون مصيره السجن والملاحقة.

إن هذه السياسات المقصودة التي تنتهجها السلطة تؤدي إلى هذه النتائج الحتمية، وهي بلا شك تعطي دليلاً اضافيا على طبيعة الدور المخزي الذي تلعبه السلطة في حمايتها لأمن يهود مهما ارتكبوا من فظائع وجرائم بحق أهل فلسطين ومقدساتهم. وهو أمر يدعو القائمين على هذه السلطة إلى الخجل من أنفسهم ومن دورهم إن كان بقي لديهم ذرة من إحساس أو كرامة.

إن أقل ما يمكن أن توفره أية سلطة لشعبها هو حمايته لا سيما من أي اعتداء خارجي أو استباحة لدمائه ومقدساته وممتلكاته، لكن سلطة نشأت تحت الاحتلال وتلقت سلاحها بإذن الاحتلال ولا تتحرك دورياتها من مدن وبلدات إلى أخرى إلا بتنسيق مع الاحتلال، لا يمكن أن توفر الأمن سوى للاحتلال!!.

إن الواجب على قادة السلطة وأزلامها، وهم يرون فشل مشروعهم "الوطني!" وصيرورته وكالة لحماية أمن يهود، ويرون حركة الأمة المتصاعدة والتي ستؤدي إلى امتلاك الأمة لزمام أمرها قريباُ بإذن الله، أن يرفعوا أيديهم عن فلسطين وأهلها، وأن يردوا هذه القضية إلى سياقها الطبيعي وأصحابها الحقيقيين، لعل ذلك يكون يداً تشفع لهم لدى المسلمين المتحفزين المتطلعين لتحرير فلسطين، وإلا ولات حين مناص.

22-8-2012