تعليق صحفي

قمة مكة تؤكد على تضييع فلسطين وتنصل الحكام من مسؤولياتهم تجاهها

أكد البيان الختامي لقمة مكة على "أهمية قضية فلسطين باعتبارها القضية المحورية للأمة الإسلامية، ودعا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967م"، محملا "إسرائيل" مسؤولية توقف عملية السلام. وجاء فيه "إن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، وعلى إسرائيل أن تمتثل للقرارات الدولية بما في ذلك عودة اللاجئين، كما أن عليها أن ترفع الحصار عن قطاع غزة". وأكد المؤتمر على دعمه الكامل لانضمام فلسطين لعضوية الأمم المتحدة دولة كاملة الصلاحيات.

لقد أكد الحكام المجتمعون في مكة المكرمة على انفصالهم التام عن الأمة وتطلعاتها، وأنهم لم يتعظوا بالتغييرات التي تحدث على مستوى الأمة ولم يتعلموا الدرس مما حصل لأقرانهم البائدين، فلا زالت اجتماعاتهم ضغثاً على أبالة، ولا زالت قراراتهم –حتى في أطهر البقاع- خدمة للمخططات الاستعمارية وتكريساً لنهج التبعية ورهناً لقضايا الأمة بعجلة القوى الدولية الاستعمارية!.

فاجتماع يضم أكثر من 57 حاكماً لبلدان المسلمين، يحمّل كيان يهود مسؤولية تعطيل عملية "السلام"!، مقراً بهذا الكيان الغاصب واحتلاله لمعظم الأرض المباركة، بمطالبته بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967م!!، وكان يكفي أصغر دوله أن تزمجر فتحرك جندها وآلياتها فتحرر فلسطين في سويعات معدودة، لكن التخاذل والتبعية يبقى سمة هؤلاء الحكام المنفصلين عن الأمة في فكرها وشعورها.

إن من يزعم أن قضية فلسطين هي قضية الأمة المركزية لا بد أن يبذل المهج في سبيل تخليصها من براثن يهود، وأن يتخذ إزاءها إجراء الحياة أو الموت، لا أن يمد يد "السلام" الآثمة لمن احتلها ويقدم له المبادرات التطبيعية المخزية، وإلا فما معنى كونها قضية مركزية؟!!، ما لم تكن تلك الأوصاف حشواً وتنميق عبارات لفظية.

إن الحقيقة هي أن ضياع فلسطين كان خطيئة من خطايا هؤلاء الحكام المتآمرين، فهم الذين ألقموها يهود بتآمر دولي في مسرحيات سميت حروباً، وهم الذين شرّعوا احتلالهم لمعظمها بإقرارهم بالقرارات الدولية المتعلقة بتقسيمها، وهم اليوم يؤكدون على مضيهم في تضييعها وخذلانها والتنصل من مسؤولياتهم تجاهها بل التآمر عليها باكتفائهم بمطالبات بل استجداء على استحياء بوقف الاستيطان وعودة اللاجئين وفك حصار غزة، فهل يخاطب العدو المحتل الغاصب بغير لغة القوة؟! وبدل أن ينصر هؤلاء أهل فلسطين بتحرير أرضهم وتطهير مقدساتهم وتلقين عدوهم درساً بليغاً لما اقترفه بحقهم من جرائم، يدعم هؤلاء توجه السلطة لطلب العضوية في الأمم المتحدة!، فكانوا بذلك كمن يداوي الجرح بوضع الملح بل السم عليه!! ساء ما يحكمون.

إن الأمة اليوم تدرك أن هؤلاء الحكام عبء بل سد في طريق تحررها من ربقة الاستعمار وإحداث التغيير الجذري، وإن الأمة التي ترنو أبصار ثوارها في الشام إلى إقامة الخلافة ستقتلع عروش هؤلاء الطغاة، وستضع حداً للنفوذ الاستعماري في بلادها وتقتلع أدواته، وإن تحقيق ذلك بات قريباً بإذن الله.

فليمض هؤلاء في غيهم و"ليصبروا!" على تبعيهم وخوار عزائمهم وخزيهم، فعهدهم إلى أفول قريب، وسترميهم الأمة إلى مزابل التاريخ، فزمن الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قد دنا بإذن الله، وإن غداً لناظره قريب.

16-8-2012