تعليق صحفي

القدس بل الأقصى ينتقص من أطرافه بل من لب لبُابه!

فأين جند المسلمين لإنقاذه؟!

 قال الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في أراضي 48: "إن بلدية الاحتلال في القدس أصدرت قرارا يقضي بتحويل باحات المسجد الأقصى إلى حدائق وساحات عامة، بهدف إلغاء تبعيتها للمسجد، وفتح المجال أمام اليهود لدخولها في أي وقت".

وأوضح في تصريحات صحفية "أن الاحتلال الإسرائيلي سمح ولأول مرة في شهر رمضان بدخول المستوطنين والمتطرفين إلى باحات المسجد الأقصى، دون مراعاة لمشاعر المسلمين الموجودين فيه..."، وأشار إلى قيام قوات الاحتلال "الإسرائيلي" باعتقال إمام المسجد الأقصى أثناء سجوده في صلاة الفجر الجمعة الماضية، ومنع المصلين من إتمام الصلاة بعد اقتحام عدد من الجنود "الإسرائيليين" المسجد بصورة مفاجئة.

في صلف وغرور وعنجهية، يستمر يهود بانتهاكهم لحرمة المسجد الأقصى وباحاته، ومنع الأقصى من أن يذكر فيه اسم الله وسعيهم لخرابه، وهم الذين حرقوا محرابه من قبل، وهم الذين دنسوه أول مرة باحتلاله وكل فلسطين، في مسرحية هزيلة سميت زوراً وبهتاناً بالحرب!.

إن استمرار يهود في غيهم وعنجهيتهم مرده إلى عدم وجود رد حقيقي يزلزل الأرض من تحت أقدامهم ويضعهم في حجمهم الميكروسكوبي الطبيعي، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، فيهود أجبن خلق الله وليسوا أهل حرب حتى يتجرأوا بهذه الصورة الوقحة على المسلمين، وحرب غزة وتموز شاهد على ضعفهم وجبنهم.

إن استمرار جرائم يهود بحق مسلمي فلسطين ومقدسات المسلمين لا ينبع من قوتهم بل من تآمر الحكام الذين كانوا درعاً لهم وحراساً لحدودهم، ومن تخاذل السلطة التي تلهث خلف "السلام" الذليل معهم بعد أن أدت دورها الوظيفي في حماية أمنهم، واعتمادهم على القوى الغربية الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا التي تمالئ يهود في كل أفعالهم وجرائمهم.

إن هذه التصرفات الجريئة، في زمن الثورات، تؤكد أن ما حدث من تغيير في بلدان الربيع العربي لم ترتعد له فرائص يهود وأن يهود مطمئنو الجانب لردّات فعل تلك الحكومات التي زعمت تمثيل الناس وتجسيد قيم ثورتهم.

إن واجب المسلمين بعامة وجيوشهم بخاصة، ولا سيما في البلدان الثائرة، أن يستكملوا ثورتهم فيطيحوا بمن أعطى الأمان ليهود ورضي باحتلالهم لمسرى نبيهم وقبلتهم الأولى، وأن يتحركوا في جيوش جرارة لتلقين يهود درساً ينسيهم وساوس الشيطان على سوء أدبهم وتجرئهم على الإسلام وأهله، وليحققوا هتافاتهم في ميادين التحرير والتغيير "عالقدس رايحين شهداء بالملايين"، فما لاستمرار التبعية وبقاء الأقصى مغتصباً ثار الثائرون!.

أما يهود فليعلموا أنهم يمارسون جرائمهم في الوقت الضائع، فالأمة قاب قوسين أو أدنى من إقامة الخلافة التي سيدخل جندها المسجد الأقصى كما دخله الفاروق وجنده أول مرة، وحينها ولات حين مندم.

(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)

31-7-2012