شيخ التدليس لدى السلطة يصوّر أن الاعتراف بالاحتلال مقاومة، ورفض التطبيع معونة للاحتلال!

أكاذيب الهباش أمام الحقائق.

تكلمت السلطة عن خدمة كيان يهود، ككلام الشيطان عن التقوى و كلام الفاجرة عن الشرف، فقد قال محمود الهباش ساحر السلطة ووزير فتاوى الانبطاح في ندوة نظمها مكتب "وزارة" الاعلام في سلفيت بتاريخ 14-7-2012م عن التزام سلطة حماية اليهود بـ"مبادئ وثوابت" سماها "الثوابت الوطنية" وبــ (إرادة الشعب الفلسطيني الذي علم العالم معنى الجهاد والصمود والرباط فوق أرضه). فهل هناك ثابت لدى السلطة غير المفاوضات؟، وهل من إرادة أهل فلسطين الخضوع للاحتلال وحماية أمنه؟، وهل أبقت السلطة سبيلاً لجهاد ورباط وصمود وهي تحارب كل مجاهد وتمنع كل مرابط يحافظ على الأرض المقدسة يرفض الاتفاقيات الخيانية من التعبير عن رأيه، وترفض الانتفاضة ضد الاحتلال، وتثقل كاهل الناس بالضرائب المتعددة لتنفق على أجهزة قمع الناس؟!

وادعى الهباش أن زيارة الوفود العربية الرسمية للقدس تحت الاحتلال وبإذن الاحتلال خطوة على طريق فك حصار وتحرير القدس، ودعم وإسناد للشعب الفلسطيني، وأن الامتناع عن هذه الزيارات يعتبر خدمة للاحتلال بحجة أن في ذلك عزل للمدينة عن محيطها العربي والإسلامي!

 فهل الزيارات الرسمية العربية للمدينة المقدسة المحتلة تدعم أهل فلسطين أم هي مبرر للتطبيع مع الاحتلال؟ وهل الدعم العربي الرسمي للأرض المحتلة يكون بالتنسيق مع المحتل الذي تجب مقاطعته نهائيًا وإعلان حالة العداء وإعلان الحرب معه؟ وهل بمثل هذه الزيارات يفك عزل القدس أم يفك عزل الاحتلال؟ وهل السلطة بالأصل إلا مشروع لخدمة الاحتلال. ثم هل هناك من يتحمل إثم عزل فلسطين والقدس عن العالم الإسلامي أكثر من منظمة التحرير ووليدتها سلطة أوسلو التي جعلت قضية فلسطين قضية شعب أسير تحت الاحتلال  مع أنها قضية أمة إسلامية تمتلك الجيوش والقدرات لتحرير فلسطين؟

وهل لو كانت هذه الزيارات التطبيعية تخدم القدس وتخرم الحصار على القدس، هل كان الاحتلال سيسمح بها ويرحب بالقادمين؟!

إن الهباش يتلاعب بالحقائق ويصوّرها على غير صورتها ويقلبها لتناسب خط سير سلطته الآثم ومشاريعها التفريطية، ويريد أن يدعم السلطة وليس القدس بهذه الزيارات في ظل توقف المفاوضات وإدارة كيان يهود ظهره لها، وذلك على حساب قضية فلسطين، وليس عند يهود مشكلة ما دام هذا الدعم الفارغ يكون مقابل التطبيع الفعلي معه.

وإن السلطة التي تعلن بأنها لا تريد نزع "الشرعية" عن كيان يهود وتحث العرب على الاعتراف "بشرعيته"، باعت فلسطين -" بمشروعها الوطني! " الذي يبيع فلسطين ويحمي الاحتلال ويضيق على الناس حياتهم المعيشية ويحمي المستوطنين وينزع سلاح المقاومين ويسجن حملة الدعوة،- لن تنطلي أكاذيبها على الناس لأن الحقائق أقوى من الأكاذيب.

فلا تدعيّن السلطة حرصًا ولو على جزء من فلسطين وقد باعت أغلبها وفرقت بين أجزائها كمن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، فهي التي فرقت بين القدس الشرقية والقدس الغربية وبين رام الله ويافا، فالتفريط بجزء من فلسطين يعني التفريط بفلسطين، ففلسطين كل واحد لا يتجزأ.

ثم تأتي كذبة الهباش الجديدة وهي أن: ( السلطة الوطنية تضع خدمة الدين ووحدة الشعب في صلب أولوياتها(، فالهباش يصور أن خيانة الله ورسوله والمؤمنين ببيع أرض الإسراء والمعراج ليهود، وحماية أمنهم، ووضع أهل فلسطين تحت تصرف الأجهزة الأمنية القائمة لحماية مشروع السلطة وليس الناس، هذه الأجهزة التي لا تعرف شرعًا ولا فرعًا، يصور ذلك خدمة للدين، متسترًا ببعض الجوائز لحفظة القرآن العظيم الذي ألقته السلطة وراء ظهرها وقفزت فوق حقائقه التي تحرم التفريط بشبر من فلسطين مهما كانت الظروف ومهما طال احتلالها.

والهباش يستغل الإسلام لتبرير أفعال السلطة كلها ويمنع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المساجد بينما يأمر بجعلها منطلقات للترويج لخطوات السلطة الخيانية القائمة على أساس التنازل والتفريط ومخالفة القرآن.

إن غضب أهل فلسطين سيخرج إلى الواقع عاجلاً أم آجلاً، ولن تستطيع أجهزة السلطة ولا رواتبها وقف غضب شعب رفض بيع الأرض المقدسة، فكم كان عند الطغاة من جند ومال، فما منعتهم من مكر الله.

وإن فلسطين كاملة لا فرق بين أجزائها سيستنقذها جند مسلمون عقائديون، وليس أجراء مطبّعون لا يملكون غير الاستجداء حيلة وتقديم المزيد من التنازلات مقابل وعود الشيطان، وإن المنطقة الإسلامية لن تهدأ إلا بقيام دولة الخلافة التي تعيد الأمور إلى نصابها، وذلك وعد الله وبشرى رسوله وهو الوعد الحق، وأما وعود شياطين الإنس والجن فهي سراب نار يحسبه الظمآن الناسي لربه ماء فإذا هي جهنم بانتظاره.

17-7-2012م