تعليق صحفي

السلطة تنسق أمنياً مع يهود وتعتقل الأسرى المحررين، وتذرف على من تبقى منهم دموع التماسيح!

 تسود الضفة وقطاع غزة فعاليات تضامنية مع الأسرى الأبطال في سجون يهود والذين أعلنوا عن خوض اضراب مفتوح عن الطعام، ويتخلل تلك الفعاليات حديث مجتر من قبل السلطة وقادة منظمة التحرير عن الأسرى وأهمية قضيتهم، ويستمر هؤلاء بالتغني بهذه القضية والمتاجرة بها دون أن يقدموا لتخليص هؤلاء الأبطال شيئاً يذكر غير الضجيج الإعلامي فارغ المضمون.

وفي تصريحات تعطي نموذجاً على ما تفكر السلطة ومنظمة التحرير باتخاذه من خطوات "لتخليص الأسرى وإطلاق سراحهم!"، دعت عشراوي إلى "تنظيم انتفاضة قانونية ضد التشريعات الاسرائيلية الظالمة"، كما أكد المتحدثون باسم السلطة أن قضية الأسرى على رأس سلم أولويات رئيس السلطة الفلسطينية الذي سيدعو في رسالته لنتنياهو إلى الإفراج الفوري عن جميع الأسرى!.

وفي الوقت ذاته يستمر الاحتلال في اعتقال المزيد من شباب أهل فلسطين يوميا ودون توقف، ودون أن تتخذ السلطة إجراءات لوقف فضيحة التنسيق الأمني، بل تصر عليها ويعتبر رئيسها المطالبات بوقف هذه الجريمة "مزاودة رخيصة"!.

إن السلطة الفلسطينية وبقية الأنظمة التابعة تتحمل المسؤولية الكاملة عن هؤلاء الأسرى بل وعن بقاء أهل فلسطين أسرى لاحتلال غاشم يتحكم في رقابهم وأقواتهم وأسفارهم، ويحتل مقدساتهم؛

فالسلطة ومنظمة التحرير وقعت مع هذا المحتل اتفاقية أوسلو المشئومة، فجلبت بذلك الويل والثبور على فلسطين وأهلها، وها هي بعد كل ما خلفته من كوارث تستجدي التفاوض مع يهود عبر رسائل ذليلة تخطب ود يهود لإحلال "السلام!" وتهدد بأنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها "الجليلة" تجاههم!، بدل أن تقلب لهم ظهر المجن وتنحاز للأمة التي باتت تتخلص من قيود المستعمرين وتخطو خطوات باتجاه استعادة زمام القيادة وما سيتبعه من تحرك لتحرير فلسطين كاملة.

إن السلطة التي تتغنى بالأسرى وتناشد قوى الاستعمار –إعلامياً- لمساعدتها لإطلاق سراحهم، تعتقل الأسرى المحررين، وهي قد اعتبرت مقاومة الاحتلال –سبب اعتقال يهود للأسرى- ارهاباً، وهي بشهادة قادة الجيش "الاسرائيلي" أبطلت العديد من محاولات اختطاف جنود يهود لإتمام صفقات تبادل. بل إنها لاحقت وسجنت وعذبت المقاومين وساهمت في تسليم بعضهم لقوات الاحتلال ليصبحوا أسرى تتباكى عليهم وتطالب بالإفراج عنهم وتذرف عليهم دموع التماسيح!

إن تحرير فلسطين وأهلها الأسرى سواءٌ الذين في داخل السجون أو الذين هم خارجها لن يكون إلا من خلال تحريك جيوش الأمة باتجاه فلسطين والقضاء على كيان يهود من جذوره، وإن على أهل فلسطين والفصائل الفلسطينية أن يتوجهوا في خطابهم ومناشداتهم إلى جيوش الأمة حتى تتحرك وتجاهد وتقتلع كلَّ من يقف في طريقها من الحكام والخونة وتقضي على كيان يهود.

ذلك هو الحل العملي الجذري لقضية الأسرى، فما لم يتم القضاء على كيان يهود سيبقى يقتل ويعتقل ويشرد ويدنس المقدسات، ولن يفك عنان الأسرى استجداءٌ ولا محافلُ دولية ولا رسائل.

 

17-4-2012