تعليق صحفي

لا رؤى سياسية ولا أموال مانحين!! فماذا تبقى من السلطة غير دورها الأمني؟!

 قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. حنان عشراوي أنه لا يوجد لدى المسؤولين الأميركيين أي رؤى سياسية جديدة وواضحة أو بدائل أخرى متعلقة بالعملية السلمية، مشيرة إلى أنهم يطالبون بوقف التحركات الفلسطينية باتجاه المؤسسات الدولية.

مرة بعد أخرى تنكشف للمنظمة ووليدتها السلطة وأزلامهما حقيقة الخيط العنكبوتي الذي يتعلقون به، دون أن يستثمروا هذه الحقيقة باتخاذ خطوات فعلية تسلخهم عن ركب الاستعمار المتهاوي في المنطقة بأسرها والذي سيجرهم معه إلى واد سحيق، ودون أن يعلنوا عن ندمهم وخطئهم بالسير في المخططات الاستعمارية للمنطقة وتفريطهم بالأرض المقدسة وحمايتهم لأمن المحتلين، ودون أن يردّوا هذه القضية، التي اختطفوا تمثيل أهلها زوراً وبهتاناً، لسياقها الطبيعي وعمقها الإسلامي.

فلا زالت السلطة تحافظ على دورها الأمني؛ بحمايتها لأمن يهود "على أتم وجه"، وبملاحقتها للمخلصين من أهل فلسطين، وبمحاربتها ما تسميه التحريض ضد يهود في وسائل الإعلام ومناهج التعليم والمساجد، بالرغم من انسداد أفقها السياسي وظهور فشلها وفشل مشروعها "الوطني!"، وبالرغم من شح "منح" المستعمرين، وتركهم لها لتحصّل الأموال لتغطية نفقات دورها الأمني المخزي من أفواه الفقراء وقوت الأيتام. مما يؤكد مرة أخرى أن الهدف –غير القابل للتعطيل والتأثر بالمتغيرات السياسية- من إنشاء السلطة هو الدور الأمني الذي تؤديه.

إن أمريكا قد انشغلت بمحاولة الالتفاف على ثورات الربيع العربي التي تهدد نفوذها في المنطقة، وبأزماتها المالية المتلاحقة، وبمآزقها السياسية في بقاع تراها أكثر سخونة في العالم مما يحدث في فلسطين المحتلة. وهي، كما صرح بعض قادة يهود من قبل، وهو ما تؤكده عشراوي بعبارات أخرى اليوم، تكتفي بإدارة الصراع دون تقديم أية حلول. ومع ذلك تبقى المنظمة والسلطة تتخذ من واشنطن قبلة لها، وبوصلة لتحركاتها وتربط مصيرها بقراراتها.

إن حديث السلطة عن الذهاب باتجاه المؤسسات الدولية، ومعارضة أمريكا لذلك، لا يعدو ألهية لإشغال الرأي العام عن الجمود السياسي الذي تشهده القضية ولمحاولة التغطية على فشلها، وما حديث قادتها –في ظل هذا الجمود- عن "خياراتهم!" المفتوحة ورسائلهم المقترحة إلا ألهية كذلك.

فهل تنطلي هذه الخدع والألاعيب على أهل فلسطين؟، أم يبادروا إلى البراءة من السلطة وأفعالها ومحاسبتها على تصرفاتها وجرائمها التي لم يسلم منها حجر ولا شجر؟.

 

8-4-2012