في خبر تناولته العشرات من وسائل الإعلام هاجم السفير الفلسطيني السابق في القاهرة نبيل عمرو خلال الاجتماع الأخير للمجلس الوطني عباس بشكل لافت وغير مسبوق، واتهمه بأنه يمثل "عصير الطغاة في العالم الثالث"، بعد الاحتقانات التي نتجت عن تداعيات ونتائج انتخابات المؤتمر الحركي السادس الأخير التي فشل فيها نبيل عمرو. ومن قبل هذا الخبر ما أثارته زوبعة القدومي الذي اتهم عباس ودحلان بالتآمر مع يهود على قتل عرفات. ومن قبلهما اتهام فتح لعباس بالعمالة أيام عرفات فخرجوا في شوارع رام الله للتنديد به ووصفه بالعميل "لإسرائيل".
فسبحان الله الذي يجعل من قاتل عرفات وعصير الطغاة والعميل لإسرائيل رمزا "للشرعية الفلسطينية "؟!
فهل حقا أنهم شرفاء صادقون في اتهاماتهم، فعرفوا كل هذه الحقائق ولسنين ولم تقدر ألسنتهم على النطق بها إلا عند الحاجة؟ أم أنّ عباس مسكين وهم مغرضون، كارهون له لولائه الشديد لفلسطين وللثوابت؟ والقاسم المشترك الأكبر بينهم أنّهم يعودون للقول بولائهم لفتح. فهل الحركة غير رجالها ومواقفها؟ فماذا عند فتح سوى عباس وزلمه، ومواقفه؟.
من الواضح أنّ قيادات فتح هي التي قادت مسيرة التنازل والتفريط منذ ثمانينات القرن الفائت، بعد تصفية الثوار، ولا يجمع قادتها إلا الكراسي والمال. فعندما تتفق مصالحهم ترى الواحد منهم يصف صاحبة برمز الشرعية والطهارة والنضال، وينافح عنه في كل المجالس حيثما حل أو ارتحل، وعند الاختلاف تبدأ الحقائق بالتكشف والفضائح بالانتشار.
فإلى متى سيبقى المخلصون في فتح سائرين وراء حركة هذا حالها، وأولئك رجالها، وتلك فعالها؟
حركة تُدار من خارجها، فتخرج من لا ترضى عنه أمريكا وتأتي برجال لا يعصون لأمريكا أمراً. ولا يرفضون لدايتون طلباً من قريب أو من بعيد، تمهيداً لمرحلة قد تكون الأسوأ لفلسطين وللمسلمين من كثرة التنازلات وذل المواقف.
أفلم يئن الأوان لأن يدرك المخلصون من الرائد الذي لا يكذب أهله ليلتفوا حوله، فلا يضيعهم، بل يقودهم إلى النصر والتمكين والعزة والخلافة، ولثواب الآخرة أعظم.
1/9/2009