في لقاء جمع فياض في رام الله يوم أمس الاثنين بالمسئول الأعلى عن السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا، قال فياض "إنّ القانون الدولي ليس مجرد توصيات بل يجب الالتزام به إذا ما كان هناك جديد في حل الدولتين". مراوغة ممجوجة من فياض لينافق لسولانا بالتحدث عن القانون الدولي والقرارات الدولية والموقف الدولي وكأنه البلسم الشافي لقضية فلسطين، ومن يسمعه يظن أنه رجل يدافع عن مصالح الشعب الفلسطيني.
 
 
القانون الدولي الذي وضعته الدول الغربية لرعاية مصالحها حول العالم، قانون القوي الذي يأكل الضعيف، القانون لم ينحز يوماً إلا لمصالح الدول الكافرة، فشرعن لها احتلال فلسطين واعترف بإسرائيل قبل أن تولد، وبارك لأمريكا ولبريطانيا وللناتو احتلال العراق وأفغانستان، وتسبب بمقتل مليون طفل عراقي، وتهجير سبعة ملايين فلسطيني، وقتل أكثر من مليون شهيد عراقي، وأمطر أفغانستان بالقنابل العنقودية، هو ذاته القانون الذي يتحدث عنه فياض وحكومته ومن سار على دربهم.
إنّ التمسك بالقانون الدولي أو المناداة به لا يخدم إلا أعداء الأمة، فهو تمسك بقوة العدو، ومصدر سلطته.
وغني عن القول بأنّ القانون الدولي والقرارات الدولية لن تحقق إلا مصالح يهود وأمريكا والدول الكبرى، ولا مانع من أن يكون الثمن فتات يلقونه لحكام العرب والمسلمين ولرجالات السلطة. قانون وضع ليشرعن قانون الغاب الذي يأكل فيه القوي الضعيف.
فكفى محاولة للضحك على عقول المسلمين التي تجاوزت الحكام في فهمها ومواقفها منذ زمن بعيد، وباتت تنظر إليهم وإلى أحلامهم نظرة استهزاء واستخفاف.
وإنّه لمن الثابت عند المسلمين أنّ الله قد حرم التحاكم إلى القانون الدولي والقرارات الدولية والتي هي شرعة الطاغوت، وقوانين الشيطان. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً}.
 
 1/9/2009