تعليق صحفي

الاحتلال يغذ الخطى في تهويد القدس وتعزيز الصراع ... والسلطة الفلسطينية تهرول نحو السلام المذل

في مفارقة مخزية للسلطة الفلسطينية، التي تبجح رئيسها يوم أمس في اجتماع الجامعة العربية بالقاهرة قائلا: "بعد أسابيع ستمر الذكرى العشرة لمبادرة السلام العربية وأدعو إسرائيل للاعتراف بمبادرة السلام العربية، التي هي أثمن مبادرة للقضية الفلسطينية منذ ستين عاما". حيث لم يخجل من نفسه ولا من المسلمين ولا من الله وهو يواصل الهرولة نحو السلام المذل، الذي من شأنه تضيع فلسطين والاعتراف بشرعية الاحتلال، بل واعترف أنّ المبادرة هي الأثمن ليهود منذ ستين عاما، في ظل إدباريهود لها وعدم اكتراثهم بالسلطة وحكام العرب!!

ففي هذه الأثناء والحالة الانهزامية المخزية التي تتصرف بحسبها السلطة، كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث النقاب عن إيداع لجنة التنظيم والتخطيط اللوائية في بلدية القدس الغربية مخططاً تهويدياً يهدف إلى إقامة متحف تهويدي على أنقاض مباني وآثار إسلامية في الجهة الشمالية الغربية لساحة البراق . وأشارت المؤسسة إلى أنّ المبنى الذي سيحمل اسم (بيت هليباه – المركز لتراث حائط المبكى) سيتم بناؤه على أنقاض مباني وآثار إسلامية عربية في أقصى الجهة الشمالية الغربية من ساحة البراق ، غربي المسجد الأقصى، ويشتمل على متحف تهويدي، صالات محاضرات وأخرى للعرض، مكتبة وأرشيف، مركز معلومات.

وقالت مستندة إلى خرائط ووثائق التي قالت أنها حصلت عليها، أنّ المخطط يشمل بناء ثلاثة طوابق فوق الأرض، وطابق ونصف تحت الأرض، وستكون مساحة البناء 3722 مترا مربعا، ويهدف المخطط إلى زيادة عدد الوافدين من اليهود والسياح الأجانب إلى ساحة البراق والبلدة القديمة بالقدس، وتقديم الشروح لهم عن تاريخ عبري باطل، لمنطقة حائط البراق، الذي يسمونه – زوراً وبهتاناً – حائط المبكى".

وهو ما يعكس حالة يهود الذين يغذون الخطى في تهويد القدس والاعتداء على مقدسات المسلمين وتأجيج الصراع وإرجاعه إلى أصله، فيهود يتصرفون بعنجهية وفوقية لا يقبلها من يملك أدنى ذرة من إيمان أو رجولة، في حين تتقبلها السلطة، بل وتعتاش عليها.

لقد بات واجبا على أهل فلسطين أن ينهضوا ليطالبوا السلطة الفلسطينية التي ضيعت فلسطين في أروقة الأمم المتحدة وجامعة التآمر العربية، بأن تكف يدها الآثمة عن قضية فلسطين لتعود فلسطين قضية الأمة الإسلامية التي تستطيع تحرير فلسطين بجيوشها وحماية المسجد الأقصى وتطهيره من دنس يهود!!

فقد وصل الذل والخنوع  الذي جرته علينا السلطة وأزلامها الذين يعتاشون على ما تدره عليهم القضية الفلسطينية، وصل إلى حد لم يعد يُطاق أو يُسكت عنه.

13/2/2012