تعليق صحفي

في منطق السلطة: لا مفر من المفاوضات سوى المفاوضات! ساء ما يحكمون

أعلن مسئول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات مساء الاثنين خلال مؤتمر الهيئة البرلمانية من أجل البحر المتوسط المنعقد في عمان والذي أشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وافق على طلب العاهل الأردني عبد الله الثاني مقرراً إعطاء المفاوضات فرصة أخرى على الرغم من إعلانه في الآونة الأخيرة عن فشلها.

يدرك قادة السلطة أن أمريكا والقوى الدولية يشغلها هموم أكبر مما يعرف بقضية الشرق الأوسط، وأن الإدارة الامريكية تريد في الوقت الراهن إدارة هذه القضية لا السير فيها قدما، وأن المفاوضات الحالية لا تعدو ألهية لقضاء الوقت إلى حين فراغ "الراعي" الأمريكي غير المنظور!.

إن قادة السلطة يعيشون أسوأ أوقاتهم في ظل فشلهم السياسي المدوي، وشح الأموال السياسية بسبب أزمات "المانحين" الاقتصادية، وفي ظل  التغيرات التي تعصف بالمنطقة وتهدد بزوال النفوذ الأجنبي الاستعماري منها، وبالتالي تنذر أتباعه وأدواته من الأنظمة المهترئة بالزوال، لذا لم يكن غريباً أن يقبل عباس الاستمرار في المفاوضات مع إعلانه عن فشلها، إذ يرى هؤلاء المرتمين في أحضان امريكا وأوروبا ويهود أن ليس بالإمكان خير مما هم فيه.

إن قرار عباس هذا يكشف كذلك زيف الاجتماعات التي أعلنت عنها المنظمة لتدارس الخيارات والبدائل في ظل فشل المفاوضات "الاستكشافية"، وأنها لم تكن سوى اجتماعات شكلية ولأخذ الصور والحديث الإعلامي، إذ لا مفر من المفاوضات -وفق سير المنظمة والسلطة السياسي التابع- سوى المفاوضات، وأن المنظمة وسلطتها غير قادرتين على تبني أية سياسة دون الرجوع للقوى الدولية وأخذ الضوء الأخضر منها، وهو ما أسمته اللجنة المركزية لمنظمة التحرير (مشاورة الأشقاء العرب و"الأصدقاء!" الدوليين).

إن منظمة التحرير ووليدتها السلطة قد اختطفتا تمثيل أهل فلسطين وقد انحدرتا بقضية فلسطين في واد سحيق، إذ جعلت من قضية تحرير الأرض المباركة قضية ضرائب وميزانية ومانحين ومفاوضات، وجعلت من أمريكا وأوروبا صاحبة قرار في شأن بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، لذا كان حرياً بأهل فلسطين أن يوقفوا عبث هؤلاء بقضيتهم وأن يعلنوها مدوية أن السلطة وأزلام المنظمة ومن سار في ركابهم لا يمثلونهم وأنهم زمرة من المنتفعين غير الآبهين بفلسطين ومقدساتها وأهلها المسلمين، وأن يعيدوا هذه القضية لجادة صوابها قضية أمة إسلامية يجب أن تحررها وتخلصها من براثن يهود المحتلين. ولقد بدت بشائر ذلك تلوح في الأفق بإذن الله.

31-1-2012