تعليق صحفي

الهباش "يستنفر" المسلمين للتطبيع مع الاحتلال بدلا من دعوتهم لتحرير فلسطين!!

 دعا محمود الهباش، وزير أوقاف السلطة الفلسطينية، خلال القائه كلمة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القدس 2015 في مدينة اسطنبول، جماهير العالم العربي والإسلامي "إلى زيارة فلسطين وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك باعتبار ذلك واجبا دينيا وأخلاقيا لا ينبغي التأخر عنه أو المماطلة فيه، بل من أوجب واجبات الأمة اليوم. معتبرا ذلك تأكيدا على الهوية الإسلامية والعربية والفلسطينية للمدينة المقدسة وجميع مقدساتها الإسلامية والمسيحية". وأضاف "أنّ القدس هي عاصمة فلسطين الخالدة وأنّ زيارتها ليست تطبيعا مع الاحتلال الإسرائيلي كما يعتبرها البعض ... منوها أنّ زيارة السجين ليست اعترافاً بالسجان أو اعترافاً بشرعيته".

مرة أخرى يصر الهباش على دعوته المفضوحة للتطبيع مع الاحتلال تحت مبررات أوهى من بيت العنكبوت، بل إنّ دعوته هذه تجعل من احتلال يهود للقدس وفلسطين أمراً واقعاً ينبغي للمسلمين جميعاً التعامل معه.

إنّ الدعوة الوحيدة التي يجب أن توجه للمسلمين بخصوص فلسطين هي التحرك الجدي لتحريرها وتخليصها من براثن يهود، لا التوجه لسفارات هذا الكيان الغاصب في عواصم وأمهات بلدان المسلمين لأخذ تصاريح لزيارة المسجد الأقصى تحت حراب الاحتلال!، لكن أنّى لمثل الهباش أن يمس يهود ببليغ قول أو أن يحرض على اقتلاع كيانهم الغاصب؟! وهو وسلطته أخذوا على عاتقهم إنهاء ما يسمى بالتحريض في المساجد؟!

ومن ثم عن أي قدس يتحدث الهباش، هل يتحدث عن القدس الشرقية أم الغربية، فمن الذي فرّق بين شقي المدينة وطمس هويتها الإسلامية سوى سلطته ومنظمته التي اعترفت بشرعية الاحتلال على معظم فلسطين؟!

إنّ الهباش يتعمد المغالطة عندما يشبه زيارة سجين من قبل أهله الذين يشاركونه الأسر في فلسطين الواقعة تحت الاحتلال وبين المسلمين جميعاً القادرين بجيوشهم وأبنائهم على تحرير فلسطين وتخليصها من براثن هذا المحتل الغاشم، وفي ذلك إشارة لدور التطبيع الذي أخذت السلطة على عاتقها تسويقه في أوساط المسلمين بمسوغات عدة، ولعل تصريحات عباس السابقة التي قال فيها "نحن لا نريد عزل إسرائيل، وإنما العيش بسلام إلى جانبها، ونحث الدول العربية على الاعتراف بها" تؤكد هذا الدور القذر الذي تمارسه السلطة.

إنّ من البديهي القول أنّ زيارة القدس أو فلسطين تحت حراب الاحتلال عبر أخذ تصاريح من سفاراته هو تطبيع مع هذا الكيان ورضى بالأمر الواقع، بدلا من السعي لتغييره وتحرير الأرض المباركة، كما أنّ من البديهي القول أنّ السلطة كانت ولا زالت الجسر لكسر الهوة بين المسلمين وكيان يهود الغاصب عبر الترويج للتطبيع معه، كما من البديهي أنّ السلطة التي تحرص على إفساد المسلمين وتخريب أخلاقهم وأخلاق بناتهم بإلباسهم "الشورتات" بدل الحجاب لا تلقي بالاً لمقدسات ولا لمساجد ولا لصلوات.

لذا فليعلم الهباش وسلطته أنّ أهل فلسطين كما المسلمين جميعاً يدركون أنّ المنظمة ووليدتها السلطة والأنظمة العميلة هي من أضاعت فلسطين وهي التي تسعى لتشريع احتلال يهود لها، وأنّ الهباش وبقية جوقة السلطة ليسوا أهلاً للحديث عن مقدسات المسلمين، وليعلم هؤلاء أنّ الأمة اليوم باتت تتهيأ لتحرير الأرض المباركة ودخولها مرة أخرى تحت إمرة خليفة المسلمين وسيتبروا ما علا يهود تتبيراً، ذلك وعدٌ غير مكذوب. وهو أمر بلا شك يزعج الهباش وسلطته!

29-1-2012