تعليق صحفي

نمو السلطة الاقتصادي وجاهزيتها لإقامة الدولة ... نقص غاز وشح مياه وضرائب والحبل على الجرار

تشهد الضفة الغربية بوادر أزمة غاز جراء تقليص الكمية الموردة للسلطة الفلسطينية من قبل يهود، علاوة على ارتفاع سعره.

كما تشهد العديد من مدن الضفة الغربية أزمة شح في المياه حيث تنقطع المياه لأشهر عدة في بعض المدن كما في بعض المناطق في الخليل، وأخرى تأتيها المياه مرة واحدة في الشهر كما في بيت لحم.

وتعود أزمتا الغاز والمياه بالضرر الفادح على المواطنين، لا سيما في هذه الأجواء الباردة، وبالضرر على مصالحهم كتربية الدواجن وغيرها الكثير.

وفي كل أزمة تشهدها السلطة ترجع أسبابها إلى إخلال "الجانب الإسرائيلي" في الالتزام بالاتفاقيات المبرمة، أو لأن بنود الاتفاقيات تضيق الخناق على معيشة أهل فلسطين، كما يحدث في عدم قدرة تجار المواشي على استيراد الأغنام –وفق ما تنص عليه اتفاقية باريس- إلا عبر موردين "إسرائيليين"، مما يجعل سعر كيلو لحم الضأن في الضفة الغربية هو الأعلى في منطقة الشرق الأوسط. مع أنّ السلطة هي من وقعت تلك الاتفاقيات وعدت ذلك انجازا وطنيا.!!

كما تشهد السلطة أزمة رواتب مع كل إطلالة شهر، وتسعى السلطة لفرض عبء ضريبي ثقيل إضافي على كاهل المواطنين والمزارعين الفقراء لسد نفقاتها جراء اخلال المانحين بوعودهم الشيطانية للسلطة، وتتردد اشاعات حول تفكير السلطة بخصم نسبة من رواتب الموظفين لتقليص العجز في ميزانيتها، وأمور أخرى كثيرة ما عاد المراقب قادراً على إحصائها. 

إذا والحال كذلك، ماذا بقي من السلطة غير شقها الأمني الذي يتكفل بحماية كيان يهود دون سواه؟ وكيف يمكن أن تبرر السلطة وجودها لأهل فلسطين؟!

وإذا كانت السلطة لا توفر للناس الغاز والماء والكهرباء واللحوم وتقتطع من رواتب الناس الفقراء لتدعم ميزانيتها، واذا وفرت بعضاً من ذلك كان بإذن الاحتلال وتحت رحمته، فبأي وجه يتحدث أزلام السلطة عن دولة "عتيدة" ومشروع وطني وهلم جرا من العبارات الفارغة؟!! بل والأنكى من ذلك كيف يستخف هؤلاء بعقول الناس فيتحدثون عن استكمال الجاهزية لإقامة هذه الدولة!! وعن شهادات البنك الدولي لهم بذلك!! بل وعن نسبة  نمو اقتصادي يناهز نسبة نمو الصين!

فإذا كان الفقر والبطالة وشح الموارد وتضييق الخناق على التجار والضرائب الثقيلة هي النمو الاقتصادي الذي تتطلع إليه السلطة وهي مشروعها "الوطني" وهي سنغافورة التي وعدت البسطاء بها تبريرا لاتفاقية اوسلو الخيانية، فتباً لها ولمشروعها الوطني ولنموها الاقتصادي.

إنّ الواقع ناصع لا تشوبه شائبة، ولقد ظهر لأهل فلسطين أنّ زمرة السلطة هم مجرد منتفعين، تجار، مستثمرين، لا تهمهم سوى مصالحهم، ولا يكترثون لشؤون الناس ولا لأرضهم المغتصبة ولا لمقدساتهم السليبة، وظهر كذلك أنهم يزعمون تمثيل أهل فلسطين وما هم سوى مختطفين لهذا الدور وأنّ أهل فلسطين يعانون منهم، فلقد أصبحوا عبئاً يثقل كاهل أهل فلسطين ويحمي عدوهم ويسلب خيراتهم ولا يجلب لهم سوى المصائب والكوارث والنكبات.

إنّ تجربة السلطة تؤكد حقيقة السير في ركاب الكفار ومعصية الله والإعراض عن حكمه الشرعي، وإنّ ذلك لا يورث أهلها سوى المعيشة الضنكى والخسران في الدنيا قبل الآخرة.

لذا على أهل فلسطين حتى يسلموا من إثم التفريط والسكوت والمعصية فينظر إليهم المولى بعين الرحمة أن يتبرؤوا من السلطة وفعالها القبيحة المشينة الموالية للغرب ويهود والمعادية للإسلام والمسلمين. وليعلموا أنّ تحرير الأرض المباركة بات قريبا بإذن الله على أيدي المؤمنين المخلصين، وحينها سيعم فلسطين الخير في كنف الخلافة وظلها.

16-1-2012م