تعليق صحفي

أزلام السلطة لا يملكون أي مبرر لمواصلة جرم المفاوضات

يوماً بعد آخر تتهاوى "حُجج" ومبررات المفاوضات المخزية التي تعقدها السلطة وأزلامها مع يهود، علاوة على حرمتها وبطلانها من ناحية شرعية.

فالسلطة لم تعد تملك أدنى حجة عقلية أو منطقية لتقنع بها عامة الناس الذين لم يقبلوا يوماً بالتخلي عن شبر من أرض فلسطين، حيث روى أجدادهم الصحابة وآباؤهم وأبناؤهم بدمائهم ثرى هذه الأرض المباركة التي ترتبط بعقيدتهم الإسلامية.

فالخزي يسربل السلطة وهي ذاهبة للمفاوضات من رأسها حتى أخمص قدميها، فلم تعد مبررات السعي لإقامة "الدولة" والمشروع الوطني تصمد أمام تصريحات عباس التي يؤكد فيها المرة تلو المرة أنّ العودة لما يسميه بالعنف غير مقبول متشبثاً بنهج الاستجذاء دون أن يحيد عنه قيد أنملة، فلم تعد تلك المغالطات والأكاذيب الكبرى التي يرددها كبراء السلطة تبرر انصياعهم لسادتهم الذين يأمرونهم بالاجتماع ولو "للاستكشاف!!" فيستجيبون، أو يأمرونهم بالامتناع إلى حين فيطيعون، فقد ظهر لأهل فلسطين مدى تبعية هؤلاء لأسيادهم المستعمرين، وظهر من خلال الوقائع الحية المهمة القذرة التي تؤديها السلطة عبر حمايتها لأمن يهود.

ولعل في تصريحات ياسر عبد ربه للإذاعة الفلسطينية "بأنّه لا يوجد أي خلاف فلسطيني حول اللقاءات الاستكشافية وإنما الخلاف بالأصل هو أنّ اسرائيل لا تريد مفاوضات جادة عبر رفضها الاعتراف بمبدأ حل الدولتين ووقف الاستيطان" لعل في تصريحاته هذه خير مثال على مدى الإفلاس والتناقض الذي يعتري السلطة وأزلامها "المستكشفين!".

إنّ هذه المفاوضات التي تُعقد اليوم في عمان، في ظل اعتراف السلطة وأزلامها بانسداد أفق "عملية السلام" تسهم في احتواء سخط المسلمين في البلاد الثائرة على كيان يهود الذي يرتعب مما يحصل في بلدان الربيع العربي، وهي مهمة أخرى تضاف لمهام السلطة الأخرى المخزية.

فهل ستقلع السلطة عن تبعيتها للدول الاستعمارية وتكف عن تنفيذ المهام الوسخة قبل أن يصيبها ما أصاب غيرها من حكام الخزي أم أنّ رجالها صمٌ بكمٌ عمي فهم لا يعقلون؟!

9-1-2012م