تعليق صحفي

شعوب الغرب تلفظ النظام الديمقراطي الرأسمالي والإعلام المأجور يسوقه كمطلب للثورات العربية

الاحتجاجات على الرأسمالية وعلى السياسات الاقتصادية للدول الديمقراطية تجتاح مئات المدن الكبرى في العالم الغربي، والتي كانت انطلقت من نيويورك تحت شعار "لنحتل وول ستريت" قبل نحو شهر ثم انتشرت في معظم مدن الولايات المتحدة وأوروبا، وبلغت ذروتها يوم أمس الأحد 16/10/2011 وكانت أعنفها في العاصمة الإيطالية روما، وحصلت اعتقالات في أمريكا وإيطاليا في صفوف المحتجين.

لقد أثبتت الأزمة الاقتصادية العالمية أن الحكام الفعليين في النظام الديمقراطي هم أصحاب رؤوس المال الذين يوصلون الرؤساء إلى سدة الحكم من خلال تمويل حملات المرشحين الانتخابية فينفقون الملايين عليهم مقابل تنفيذ سياسات ووضع تشريعات تصب في صالحهم، وهذا ما حصل بالفعل بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم، فأنفقت الحكومة الأمريكية وكافة الحكومات الغربية مليارات الدولارات لصالح البنوك والشركات الكبرى، بدلا من إنفاقها على شعوبها المقهورة التي تضررت في لقمة العيش والمسكن والملبس.

لذلك ليس غريبا أن تكفر الشعوب الغربية بهذا النظام وترفع شعارات مثل "لنحتل بورصة لندن" و "لنحتل وول ستريت" وهتفوا ب  "نحن ال99%، نحن الشعب، لقد باعونا" و"سنحتل وول ستريت كل يوم وكل أسبوع"، وقالوا "إن النمو الاقتصادي عاد بالنفع فقط على الشركات بينما تغطي مرتبات المنتمين للطبقة الوسطى التكاليف الأساسية بالكاد" كما نقلت BBC ARABICوتحدثوا عن جشع الطبقة الرأسمالية وعن الحوافز الكبرى التي تعطى لكبار الموظفين وغير ذلك.

إن ما يجري في العالم يثبت على أن معنى الديمقراطية الحقيقي هو "تحكم الفئة القليلة الغنية القوية بالأكثرية الضعيفة المسحوقة" أي دكتاتورية أصحاب رؤوس المال المتحالفين مع الدكتاتوريات الحاكمة المنتشرة في كافة بقاع الأرض وخاصة في العالم الإسلامي ومنه العربي.

ولهذا عملت تلك الدكتاتوريات من خلال عملائها وإعلامها وأوباشها وأزلامها وبعض المنتفعين من كتاب ومشايخ إلى إدخال الشعارات الهدامة على الثورات العربية ووضع مطالب للثورات تهدف إلى حرف الثورات عن مسارها ولا يحصل التغيير الحقيقي، بل تبقى الأنظمة الرأسمالية العفنة هي السائدة وتبقى السياسات والتشريعات والقوانين الوضعية المنبثقة عن النظام الديمقراطي الرأسمالي هي المتحكمة في رقاب العباد، فتبقى الهيمنة الغربية مسيطرة من خلال رجالات ارتضوا لأنفسهم السير وفق ما يريده الغرب ويكرسوا الحالة الدكتاتورية السائدة منذ عقود ولكن  تحت مسمى  "دولة ديمقراطية مدنية تعددية" أو غير ذلك من الشعارات.

 والحقيقة الساطعة أن العالم اكتوى بظلم الديمقراطية الرأسمالية ولن يخلص البشرية إلا نظام العدل الرباني الذي أنزل من فوق سبع سماوات حينما يوضع موضع التطبيق في خلافة على منهاج النبوة كما وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يجب أن تعمل على تحقيقه الثورات وهذا ما يعمل عليه حزب التحرير، ونرجو من الله أن يكون تحقيق ذلك قريبا.  

17/10/2011