تعليق صحفي

بريطانيا تعدّل قانونها من أجل عيون يهود!!، والسلطة ما زالت تولي وجهها صوب الغرب ومؤسساته!!

على النقيض من كل الشعارات الرنانة والقيم الكاذبة التي يتغنى بها الغرب وفي مقدمته أمريكا وبريطانيا، عدلت المملكة المتحدة اليوم الخميس نص القانون الذي كان يحظر دخول زعماء وقادة خارجيين ويسمح باعتقالهم ومقاضاتهم بتهم تتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهو القانون الذي استندت عليه الكثير من المنظمات الحقوقية البريطانية في مقاضاة قادة عسكريين وسياسيين "إسرائيليين" الأمر الذي منعهم واقعيا من دخول الأراضي البريطانية.

وهو ما يدلل على أنّ الغرب هو أبعد ما يكون عن القيم والمُثل، كإنصاف المظلوم ونصرة المغلوب، وأنّ هذه القيم والمُثل إنما يستخدمها الغرب لتحقيق مصالحه ومآربه تحت ستارها، وأنّهم لا يطبقونها إلا عندما تكون على هواهم وتدعم خططهم كغزوهم لبلاد المسلمين، فمن أجل عيون قادة يهود المجرمين عدلت بريطانيا القانون لديها لما وجدت أنّ هناك من يستفيد من القانون في ملاحقة قادة يهود، مثلما حصل مع ليفني التي ألغت سفرها إلى بريطانيا نهاية عام 2009 على خلفية تقديم منظمة حقوقية دعوى ضدها إلى محكمة بريطانية تطالب باعتقالها بمجرد وصولها إلى الأراضي البريطانية، بعد اتهامها بالمسئولية عن ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب على غزة في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009، حيث كانت تتولى منصب وزيرة الخارجية في حكومة ايهود أولمرت، وكما حدث مع قائد الجبهة الجنوبية الأسبق في الجيش "الإسرائيلي" اللواء دورون ألموغ، الذي وصل على متن طائرة إلى مطار لندن قبل عدة سنوات وامتنع عن النزول منها بعد علمه بأمر اعتقال صدر ضده بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" الحالي اللواء أفيف كوخافي، الذي ألغى دراسته الجامعية في بريطانيا لأنه كان يتهدده أمر اعتقال مشابه بمجرد وصوله إلى بريطانيا.

وهذا ما يدلل على ولاء الغرب ليهود، وإمدادهم ليهود بأسباب القوة والبقاء، ففي الوقت الذي يحرص فيه الغرب على ضمان تفوق دولة يهود العسكري على دول الشرق الأوسط بإمدادهم بأحدث الأسلحة، يحرص الغرب بدوله ومؤسساته على تبرئتهم من كل جرائمهم وإخراجهم من كل مأزق، ولو حتى من الأمور الشكلية التي لا تغني ولا تسمن من جوع كالمحاكمات الدولية وتقارير مجلس الأمن.

وهو ما يؤكد على حقيقة أنّ الكفر ملة واحدة، وأنهم وإن كانوا يختلفون فيما بينهم بحسب المصالح ولكنهم يتفقون على عداء المسلمين وأمة الإسلام.

فهل بقي لرجال السلطة وأزلامها ماء وجه وهم يولون وجوههم قِبَلَ الغرب ومؤسساته؟!

 15/9/2011