تعليق صحفي

إنهاء عذابات يهود وحماية أمنهم أولوية عباس مهما ادلهمت الخطوب!!

خلال لقائه مع عدد من الكتاب والأدباء "الإسرائيليين" يوم الاثنين حاول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إيصال رسالة تهدئة إلى "الإسرائيليين" بالقول إن التنسيق الأمني سوف يستمر مع "إسرائيل"، وإنه يسعى للعيش بسلام إلى جانبها، وقال للصحافيين "نحن لا نريد عزل إسرائيل، وإنما العيش بسلام إلى جانبها، ونحث الدول العربية على الاعتراف بها". وأضاف "يدّعون أننا نريد نزع شرعية إسرائيل، وهذا ليس صحيحا، بل نريد أن نمنح الشرعية لأنفسنا للعيش إلى جانب إسرائيل".

كما نقل عنه قوله إن التنسيق الأمني ممتاز وسوف يستمر. وقال "لدينا تجربة في التعاون ليل نهار مع إسرائيل على المستوى الأمني.. هذا التعاون يتواصل 24 ساعة يوميا من أجل الحفاظ على الهدوء.. سوف نواصل الجهود لمنع الإرهاب".

لم يبقَ "لرئيس السلطة الفلسطينية" الذي أخذ على عاتقه إنهاء عذابات يهود منذ كان رئيساً للوزراء، بعد هذه التصريحات إلا أن يعلن انحيازه التام وولاءه القلبي لكيان يهود، وانسلاخه عن أهل فلسطين، وعداءه لكل مسلم يتطلع لتحرير الأرض المباركة أي إنهاء كيان يهود.

إن التنسيق الأمني الذي يراه عباس انجازاً، لا يعني سوى محاربة كل من تحدثه نفسه بقتال يهود أو مسهم بأي سوء، بالقتل أو التعذيب والاعتقال، ومصادرة الأموال.

وقد كان من بعض ثمار هذا التنسيق الأمني: اغتيال المطاردين والمقاومين، واستشهاد المعتقلين تحت التعذيب، والاعتقال والمطاردة للمقاومين بطلب من الأجهزة الأمنية لكيان يهود ولغيرها من أجهزة المخابرات الغربية، مصادرة الأموال والتضييق على الناس خوفا من وصول الأموال لخلايا عسكرية تقاوم يهود، حراسة المستوطنين وإرجاع الجنود الضائعين وحفظ أمنهم، التخابر والتجسس وإعطاء معلومات دقيقة ووافية حول المقاومين مكنت اليهود من اغتيالهم كما حصل في نابلس والخليل وغيرها من المدن ، وملاحقة منفذي العمليات وتسليمهم ليهود ، قمع المظاهرات ضد الكيان اليهودي وحراسة المستوطنات.

بينما تقف أجهزة التنسيق الأمني موقف المتفرج تجاه اعتداءات المستوطنين، وتخريبهم للعامر وحرقهم لبيوت الله وقتلهم للعزل ومصادرة اراضيهم واموالهم.

هذا غيض من فيض التنسيق الأمني المشين الذي قدّم أهل فلسطين لقمة سائغة ليهود، والذي يتفاخر عباس بأنه "يتعاون فيه ليل نهار مع "إسرائيل""!!.

إن الاعتراف بالكيان اليهودي يعني بداهة التنازل عن الأرض المباركة ليهود، وهو ما لا يكتفي به عباس وزمرته المتآمرة، بل يتعهد ليهود بأن يكون عرابا  لهم ويحث الدول العربية على الاعتراف بهم.

كما يكشف هذا التصريح عن عقلية أزلام الذلة الذين لا وجود لهم ولا حياة إلا بالارتباط العضوي بكيان يهود، ولا عمل لهم سوى حماية هذا الكيان بالتنسيق الأمني وحراسة مستوطنيه ومدنه، وإضفاء الشرعية عليه وبذل الجهود لتسويقه في المنطقة من خلال ما يسمى "بالعملية السلمية" والسير في المخططات الأمريكية.

وتغرق تلك العقلية في التبعية والذل، فترى لكيان يهود الغاصب شرعية لا جدال فيها، ويبحث "الرئيس" وسلطته عن شرعية "للعيش إلى جانب إسرائيل"!! فإلى أي حضيض وصل هؤلاء القوم؟!!، وفي أي  ذل وتبعية تسربل رئيسهم حتى يرى شرعية لكيان يهود الغاصب لا جدال فيها بينما يبحث هو عن شرعية لوجوده بجانب المغتصب المحتل؟!! ساء ما يحكمون.

بهذه التصريحات الواضحة تعيد السلطة تأكيد وقوفها مجدداً سافرة في صف كيان يهود، وتضع نفسها في خانة أعداء الإسلام والمسلمين الذين يتطلعون يومياً لاجتثاث هذا الكيان الغاصب واسترجاع المقدسات، تطلعٌ  تهتف به الجماهير في ساحات التغيير والتحرير ويتشوق له كل مسلم في العالم.

فليرتقب هؤلاء، فما هي إلا ساعات الليل الأخيرة حتى تجسد الأمة مشروعها الحضاري بإقامة الخلافة الراشدة الثانية، التي ستقتلع هذا الكيان ومن شايعه من الأرض المباركة مرة واحدة والى الأبد وما ذلك على الله بعزيز.

(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا)

7-9-2011م