تعليق صحفي

المستوطنون يعتدون ويتهيؤون لارتكاب المجازر

والسلطة تتهيأ لقمع الناس بدل حمايتهم!! فمن يغيث أهل فلسطين؟

 أضرم مستوطنون صباح أمس الاثنين النار في مسجد النورين في قصرة جنوبي نابلس، واعتدوا على المركبات المارة بالقرب من مستوطنة يتسهار على الطريق بين حوارة ونابلس، واستطال عدوانهم فقاموا بقطع أشجار اللوزيات في بيت أمر في الخليل للمرة الثالثة على التوالي، ويذكر أن جيش كيان يهود درب المستوطنين في الضفة الغربية على استخدام السلاح لقتل الفلسطينيين وارتكاب المجازر، وقررت حكومتهم لاحقاً تسليح المستوطنين وتوفير الحماية لهم أثناء اعتداءاتهم. وسبق هذه الاعتداءات الوحشية قيام المستوطنين قبل يومين باقتحام قرية جالود جنوب شرقي نابلس وتهديد أهلها ومطالبتهم بالرحيل، واعتداءات في وادي قانا بالقرب من محافظة سلفيت.

وبالتوازي مع تصاعد وتيرة الاعتداءات الوحشية، تقوم السلطة –التي أرهقت الناس بالجباية وملأت الدنيا ضجيجا بسبب أزمتها المالية- بتنظيم تدريب بالذخيرة الحية في منطقة جنين بمشاركة 450 جندي، في تمرين شمل التدريب على اقتحام البنايات وحلقات قتال ميدانية وتسلق جدران عالية ودخول انفاق مليئة بالمياه العادمة ومطاردة سيارات.

وللتعليق على ذلك نقول:

1.       إن تمادي يهود في اعتداءاتهم على أهل فلسطين سببه عدم وجود رد حقيقي تجاه جرائمهم بل بسبب التخاذل المخزي من قبل السلطة والأنظمة العربية، مما جرأ يهود على الاعتداءات المتكررة على بيوت الله والمقدسات، وعلى القرى وأهلها وتهديدهم بالرحيل، وتخريب العامر وقطع الطرقات، ولن يقف هؤلاء عن إفسادهم في الأرض ما لم يلقنوا درساً ينسيهم وساوس الشياطين.

2.       إن جيوش العالم تحمي شعوبها من أعدائها بينما يتدرب "جيش" السلطة على التصدي للناس وقمعهم وقتلهم وحماية العدو من محاولتهم الدفاع عن أنفسهم!! وإلا فلمن تجري السلطة هذه التدريبات؟ هل تجريها للتصدي لعدوان المستوطنين؟! أم لقمع الناس ومن تسميهم بالخارجين على القانون؟! وأليس الذين يفكرون بالتصدي ليهود واعتداءاتهم خارجين على القانون في نظر السلطة؟! 

3.       إن أجهزة السلطة "الأمنية" قد فرضت وضعاً جعلت الناس فيه لقمة سائغة ليهود، فهي قد جرّدت أهل فلسطين من السلاح بحجة محاربة الفلتان الأمني، وتخاذلت في نفس الوقت عن حمايتهم، فلا هي حمتهم ولا هي تركت بين أيديهم شيئا يحتمون به من يهود، مما يحملها المسؤولية الجسيمة تجاه ما يرتكبه يهود بحق أهل فلسطين من جرائم.

4.       كان الأولى بأجهزة السلطة "الأمنية"، لو كانت تنتمي لهذه الأمة، أن تتصدى لاعتداءات اليهود المتصاعدة وأن تحمي الناس الذين يدفعون رواتبهم من قوت عيالهم، أو أن تسلم اسلحتها للناس ليتولى الناس الدفاع عن أنفسهم.

5.       إن المسلمين المحيطين بفلسطين، لا سيما بلاد الثورات، مطالبون بالضغط على جيوش بلدانهم بالتحرك الفعلي لإنقاذ أهل فلسطين، فلم يتوقف يهود عن ارتكاب المجازر بحق أهل فلسطين العزل، والاعتداء على المقدسات، وإن ما يمكره يهود بأهل فلسطين أمر عظيم، فليتدارك المسلمون إخوانهم وليهبوا لإنقاذهم.

6.       إن التصدي لعدوان يهود لا يكون باللجوء للجنة الرباعية ولا العويل على أعتاب الامم المتحدة أو استرحام القوى الاستعمارية بل يكون بالتحرك الفعلي لوقف هذا العدوان والقضاء على كيان يهود الهش الذي يتقوى بالأنظمة المحيطة وبحبل أمريكا، وقد أثبتت الوقائع أن كيان يهود أوهى من بيت العنكبوت والقضاء عليه لا يستلزم سوى قرار من قائد جيش من جيوش المسلمين مهما كان حجمه فيجعله أثراً بعد عين. فمن ينجز وعد الله ويحقق بشرى رسوله؟

(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)

6-9-2011م