تعليق صحفي
الأمة الإسلامية هي عنوان قضية فلسطين الأوحد وليس الأمم المتحدة
في تصريحات لها، وضمن الحملة التي تروج لها السلطة و"وسطها السياسي" للذهاب إلى الأمم المتحدة، حملت د. حنان عشراوي -عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير- الأمم المتحدة مسئولية كونها العنوان لطرح قضية الدولة ليس لكونها جزءاً من اللجنة الرباعية فقط وإنما بصفتها العنوان الصحيح الذي يلجأ له الشعب الفلسطيني، والمكلّفة بتطبيق القوانين الدولية باعتبارها هيئة متعددة الأطراف لطرح قضية الدولة الفلسطينية" .
إنّ قضية فلسطين هي قضية الأمة الإسلامية وليست قضية الأمم المتحدة أو اللجنة الرباعية، ففلسطين هي أرض خراجية ملك للأمة الإسلامية إلى قيام الساعة، وفيها مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين الأولى، ولقد سعت القوى الدولية إلى تحوير هذه الحقيقة وتضليل المسلمين وأهل فلسطين بخصوصها، فجعلتها قضية للعرب دون سواهم، ومن ثم قامت بمكر خبيث بحصرها بمنظمة التحرير الفلسطينية والتي بدورها فرّطت بها، وتخلت عن جلّ فلسطين ليهود وتخلت عمّا زعمته حين قيامها من هدف تحرير فلسطين وتخليصها من الاحتلال الغاشم.
واليوم، وبعد المصائب والنكبات التي جرتها منظمة التحرير ووليدتها السلطة على أهل فلسطين، نشهد خطوة السلطة ومنظمة التحرير الهادفة إلى جعل قضية فلسطين قضية اللجنة الرباعية والأمم المتحدة، بجعل الأخيرة هي "العنوان الصحيح" للقضية، بل إنّ رئيس السلطة ذهب إلى حد دعوته لجلب احتلال جديد بطرحه أن تكون مسؤولية الأمن في دولته "العتيدة" مسئولية الناتو بقيادة أمريكية.
كل ذلك ترضاه السلطة وتسعى له في الوقت الذي ترفض أن تكون قضية فلسطين قضية للأمة الإسلامية، وأن تكون مسئولية تحرير فلسطين هي مسئولية جيوش المسلمين جميعاً، فللأمم المتحدة عند السلطة أن تقرر في شأن مسرى النبي وليس للمسلمين حق التدخل فيها!!، ففلسطين للفلسطينيين وهي اليوم لبان كي مون وبلير وأوباما ومدفيديف، وفق منطق السلطة!!.
إنّ ذهاب السلطة للأمم المتحدة لطلب عضويتها، هو سخف سياسي لا يقوم به سياسي مخلص، فالأمم المتحدة مؤسسة مجرّبة، وقراراتها معروفة للعالم، وكونها أداة للقوى الاستعمارية أمر لا يخفى. فالأمم المتحدة هي من شرّعت احتلال كيان يهود لأرض فلسطين المحتلة عام 48، وهي من اعتبر مؤخراً حصار غزة حصاراً قانونياً، فأي عاقل يلجأ لجحر الأفعى طالباً الشفاء إن لم يكن متآمراً، مفرطاً، ساعياً لعرقلة عودة هذه القضية لأصلها؟!.
إنّ السلطة ومنظمة التحرير ومعها الأنظمة العربية ومن خلفها القوى الاستعمارية تتلاعب بقضية فلسطين في الوقت الضائع، فالأمة التي ثارت على الأنظمة المستبدة والنفوذ الاستعماري، ستأخذ زمام أمرها عمّا قريب، وستُسيّر جحافل الجند لتحرير مسرى نبيها، وإنّ تحرير فلسطين في زمن استرخصت فيه الأمة أرواح ابنائها وقدمت الغالي والنفيس في سبيل استعادة سلطانها هو أقرب من رد طرف العين لو كان هؤلاء يعقلون.
17-8-2011م