تعليق صحفي

فياض - أباطيل وأكاذيب مستمرة

لا يتوقف رئيس الوزراء سلطة رام الله عن عملية التضليل السياسي في كل مناسبة، فهو يستمر بالمطالبة بالمقاومة "الشعبية السلمية اللاعنفية" ويعتبرها رسالة وطريقا للحرية والاستقلال، كما جاء خلال كلمته في حفل إفطار تكريم الصحافيين في بلعين.واعتبرها ضلعا من ثلاثة أضلاع للجهد الوطني المبذول لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، مشيرا إلى ضلع آخر في مجال الإعداد والتهيئة لقيام دولة فلسطين، بالإضافة إلى الضلع الثالث المتمثل في النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية بالنيابة عن الشعب الفلسطيني. وأضاف فياض إن "سعي شعبنا لنيل حريته لايمكن أن ينفصل عن حق الصحافيين والمفكرين والكتاب والمبدعين من حقهم فيحرية التعبير".

 

إن فياض منذ تحول عن العمل في البنك الدولي إلى قيادة مؤسسات السلطة الفلسطينية وهو يعمل على تحوير مفاهيم الناس في كل ما يتعلق بالقضية: فهو قد ربط المناضلين القدامى برواتب من خزانته، وجعلهم موظفين عنده، حتى صارت ما تسمى بالمصالحة الفلسطينية تتكسر عند عقدة الحديث عن تغييره عن رئاسة الحكومة، وحتى خنست قيادات فتح التي كانت تتذمر من رئاسته لمجلس الوزراء في مناسبات سابقة، لأنها أدركت أن نهج الإسترزاق الذي ربطت أعمالها السياسية به لا يتم إلا عبر نافذة فياض.

وهو الذي يروّج باستمرار لمفهوم المقاومة السلمية فيما يعد إنقلابا على ما ادعته منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح وغيرها من الفصائل الفلسطينية عند انطلاقها من الكفاح المسلح. بل صار من يفكر بممارسة الكفاح المسلح خارجا عن قانون فياض.

وهو الذي يوهم الناس أن بناء الدول يكون عبر بناء المؤسسات وكأن الدولة هي مشروع من مشاريع البنك الدولي.

وهو يتحدث اليوم عن "النضال السياسي" في المحافل الدولية، ليزيد من عملية تحريف المفاهيم عند الناس، مع أن ما تخوضه السلطة والمنظمة من أعمال سياسية في تلك المحافل لا يخرج عن إملاءات أمريكا ولا عن قوانين اللعبة الدولية التي تفرضها القوى الرأسمالية على رجالات السلطة والمنظمة.

وهو إذ يتشدق بحق الصحافيين والمفكرين والكتاب والمبدعين من حقهم فيحرية التعبير، يسخّر أجهزته ويموّلها من أجل قمع الناس كلما تحركت في "نضال سياسي" ضد مشروع التخاذل والتنازل عن الأرض، وفي نفس الوقت يمنع الصحافيين من القيام بعملهم ويقمعهم كما حصل في الوقفة الاحتجاجية التي أراد تنفيذها حزب التحرير فلسطين أمام السفارة الروسية حيث منع المحتجون من الوصول للسفارة ومنع الإعلاميون من التصوير.

فهل بعد هذا التضليل السياسي من تضليل ؟ وهل يمكن أن يجد مثل هذا الرجل آذانا تصغي إليه وهو يكرر أباطيله وأكاذيبه؟

15/8/2011