تعليق صحفي
السلطة الفلسطينية تحاكي الاحتلال في الاعتداء على الصحفيين
في خضم تجرؤ السلطة على شعبها بكافة شرائحه، جاء تقرير مركز السلامة المهنية التابع لنقابة الصحافيين الفلسطينيين حول الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون خلال الشهرين الماضيين، حزيران وتموز، لتكون السلطة الفلسطينية شريكة فيه مع الاحتلال في قمع الصحفيين والتعدي عليهم ومنعهم من ممارسة مهنتهم.
وقد ذكر التقرير خبر منع الصحفيين من تغطية الوقفة الاحتجاجية التي حاول حزب التحرير القيام بها أمام السفارة الروسية احتجاجاً على ما يتعرض له حملة الدعوة من قمع واعتقال وظلم على أيدي أجهزة الأمن الروسية، فكان من السلطة أن وقفت بجانب حكام روسيا الظالمين ضد أبناء المسلمين، حيث جاء في التقرير: "حيث منع أفراد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية الصحفي فراس طنينه، مراسل وكالة معا في رام الله من تغطية مسيرة احتجاجية لحزب التحرير أمام مقر السفارة الروسية في مدينة البيرة، وقام رجال الأمن الفلسطيني بإبلاغه بينما كان برفقة مصور الوكالة وصحافيين آخرين بأنها منطقة عسكرية مغلقة ويمنع التصوير فيها."
فهذه الاعتداءات التي تقوم بها السلطة على الصحفيين وغيرهم دليل ملموس على كذب السلطة ورئيس وزرائها، سلام فياض، في حديثهم عن الحريات، كتلك التي تشدق بها في شبكة أمين حين قال: "حرية الصحافة حرية لفلسطين".
بل لقد امتهن رجال السلطة بيع الكذب والأوهام للناس أملا منهم بأن تنطلي على الناس تلك الأكاذيب، من مثل أكاذيب فياض وعباس ومن حولهما، ففياض هذا هو الذي وعد العام الماضي بأن يكون عام 2011 عام صون وحماية الحريات العامة و الشخصية.
وواضح من السلطة أنّها تستخف قومها وتستخف بعقولهم، فها هو فياض مثلا في الوقت الذي يكرّم فيه الصحفيين تحت شعار حرية الصحافة، تأتي أجهزته الأمنية لتلعق فعله ذاك وتمنع الصحفيين من تغطية بلطجة وتشبيح عصابات أمن هذه السلطة.
إنّ عدم إنكار الناس لاستخفاف السلطة بعقولهم وعقيدتهم، ليجعل السلطة وأجهزتها الأمنية تتمادى في استخفافها بعقول الناس، كيف لا وهي التي امتد استخفافها ليطال المثقفين والصحفيين من أبناء فلسطين وحتى مؤيديها!!
فإلى متى سيستمر الصمت والسكوت على استخفاف السلطة بالناس وتجرئها عليهم، في زمن تكسر حواجز الخوف وسقوط الأصنام.!!!
6-8-2011