تعليق صحفي
السلطة تؤكد على نهج التفريط للحكومة المرتقبة
فهل تغض حماس الطرف عنها؟
 
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن برنامج الحكومة القادمة سيكون برنامج الرئيس، والمفاوضات ستكون من مهام منظمة التحرير الفلسطينية. جاء ذلك خلال استقباله، مساءالسبت، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزير خارجية بلغاريا نيكولاي ملادينوف. وأكد عباس أن اتفاق المصالحة الفلسطينية سيسهم في دفع عملية السلام، من خلال توحيد شطري الوطن، وتشكيل حكومة توافق وطني تعمل على إعادة أعمار قطاع غزة والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
 
مرة تلو الأخرى تؤكد السلطة ممثلة برأس هرمها على الأهداف التي تقف خلف توقيعها لاتفاقية "المصالحة"، وأنها ترمي إلى ضم حركة "حماس" تحت "إبطيها" أثناء خوضها "لمعركة" المفاوضات مع كيان يهود، فبرنامج الحكومة هو برنامج المفاوضات، والمفاوضات هي من مهام واختصاص منظمة التفريط!!.
 
لقد أظهرت هذه التصريحات وغيرها من الوقائع العصية على الحصر، أن السلطة لا تستطيع أن تعيش بلا مفاوضات "استسلامية"، فهي كسمكة لا حياة لها بلا ماء، وأن السلطة لا تجد نفسها سوى بالارتماء في أحضان الغربيين، من أمريكان وأوروبيين ويهود، وأنها -كما سبق لعباس أن صرح- تعدُّ المفاوضات خيارها الأول والثاني والثالث، وما خيار أيلول –علاوة على كونه لا يسمن ولا يغني من جوع- سوى زوبعة في فنجان لمحاولة دفع يهود لوقف الاستيطان ظاهرياً والعودة لطاولة المفاوضات حتى تدرأ السلطة فشلها السياسي المدوي.
 
لقد وجه حزب التحرير-فلسطين نصيحة للأخوة في حركة حماس حذرهم فيها من مآرب السلطة التي تقف خلف توقيع اتفاقية "المصالحة" مفرقاً بين انهاء حالة العداوة بين الأخوة وهو مطلب شرعي، وبين استغلال هذه الذريعة لتمرير أجندات سياسية. وها هي الاحداث والأيام تكشف عن صدق ما حذر منه حزب التحرير، فهل تقبل حركة حماس السير في أجندات السلطة السياسية وتغض الطرف عنها، وتقر بمفاوضاتها التفريطية بحجة أن المفاوضات من اختصاصه منظمة التفريط؟! أم تنأى بنفسها عمن يخوضون ويلعبون بقضية فلسطين؟!
 
إن على جميع العابثين بقضية فلسطين أن يدركوا بأنهم يلعبون خارج سياق المستقبل وفي الوقت الضائع، فالأمة اليوم باتت تطوي صفحات الخزي والتبعية التي عاشتها في زمن الحكام الرويبضات، وها هي تستعيد سلطانها وزمام أمرها، وتحرير فلسطين –مهوى أفئدة الامة ومسرى نبيها- بات أقرب من أي وقت مضى. فليتعظوا وليعتبروا وليكونوا في صف الأمة ولينحازوا لقضاياها خير لهم. 
 
 
19-6-2011م