تعليق صحفي
ما يجري في سوريا ليس من اختصاص الجامعة العربية بل من اختصاص فرنسا!!
 
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" أن مشروع القرار المقدم في مجلس الأمن لإدانة سورية هو مشروع فرنسي ولم يستشر أحد الجامعة العربية في هذا الأمر. وفي تعليقه على موقف الجامعة من مشروع القرار قال موسى "لا يوجد موقف محدد للجامعة من أمر لم يعرض علينا"، موضحا أن "هذه مسألة خاصة بفرنسا وبعض الدول أمام مجلس الأمن. نحن نتابع عن بعد لأنه لم نُستشر ولم يرسل إلينا مشروع القرار".
 
لا زالت الحوادث ترسخ حقيقة ارتباط الحكام وجامعتهم بالسياسات الغربية، وارتهانها بالدول الاستعمارية وقراراتها، وأنها لا تملك التصرف في أخص قضاياها ما لم يتم تحريكها من واشنطن أو لندن أو باريس، وإلا كيف ترضى جامعة الدول العربية –لو لم تكن مؤسسة استعمارية- أن يكون الشأن السوري شأناً فرنسياً أو بريطانياً أو أمريكياً؟! أم أن نظام الحكم في سوريا هو مصلحة للغربيين؟! وأنهم يرعون مصالحهم هناك بالدجل والتضليل السياسي ومحاولة ركوب موجة الثورة عبر قرارات فارغة المضمون ضد النظام وهم أسياده الذين أمروه بالبطش والقمع؟!
 
إن تذرع موسى بعدم استشارة الجامعة بخصوص مشروع القرار هو عذر أقبح من ذنب بل يكشف عن وضاعة قيمة هذه الجامعة في نظر الغرب، وأنها لا تعدو أداة يستخدمها الغرب كلما لزم، كما يفعل في ليبيا، ويرمي بها جانبا كما يفعل في سوريا. ومن ثم هل يحتاج موسى ليستشار ليبدي موقفاً –على أقل تقدير- مما يرتكب النظام السوري البعثي من مجازر وتهجير وقصف للمدنيين العزل؟! أم أنه وجامعته خُرس لا ينطقون؟!
 
إن نهج التبعية التي انتهجها الحكام طوال عقود، وقمعهم لشعوبهم بهذه الصورة الوحشية، وتخاذل الجيوش إلى الآن عن نصرة إخوانهم المظلومين، قد جعل المسلمين لقمة سائغة للمستعمرين وقد أطمع فينا كل عدو، وها نحن نرى كيف أن فرنسا كما هي أمريكا وبريطانيا تتصرف في بلاد المسلمين كتصرف العبد بسيده، فهي تقدم القرارات وتشن المعارك والغارات ويوجه زعماؤها للمسلمين الخطابات والتوجيهات بل يصدرون الفتاوى والتشريعات وكأن بلاد المسلمين ولاية من ولايات أمريكا أو مقاطعة فرنسية او تتبع التاج البريطاني.
 
فمن يضع حدا لهذا التدخل الغربي في بلاد المسلمين ويقتلع نفوذهم منها؟! من يعيد للمسلمين عزهم وكرامتهم ليعودوا خير أمة أخرجت للناس؟
 
9-6-2011م