تعليق صحفي
الديمقراطية التي "تبشر" بها أمريكا تتضح بشاعتها في أفغانستان
شنت قوات حلف شمال الأطلسي أمس الأحد غارات جوية على جنوب أفغانستان أسفرت عن مقتل 12 طفلا وامرأتين.
يوماً بعد يوم تتعرى الديمقراطية التي "تبشر" بها أمريكا لا سيما في بلاد المسلمين، فالديمقراطية التي تنشئ أمريكا لأجل الترويج لها صندوقاً مالياً لدعم تحول الشعوب العربية باتجاهها، تظهر على حقيقتها البشعة والإجرامية في كل من أفغانستان والعراق اللتان عدتهما أمريكا –من قبل- نموذجان يحتذى بهما لأي تغيير في المنطقة.
قوات الناتو التي تتزعمها أمريكا، لم تتوقف عن قتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل طوال سنوات احتلالها لأفغانستان، وبل أثبتت الوقائع وحوادث سابقة تعمدها استهداف المدنيين عبر "فرق الإعدام"، مما أحرج عملاءها أكثر من مرة وسربلهم بلباس الخزي أمام شعوبهم.
لم تتوقف قوات الناتو عن استهداف المدنيين، في الأفراح والمآتم والمساجد والآمنين في بيوتهم طوال عشرة أعوام، فهل كانت تلك المجازر كلها أخطاء؟ وهل قوات "دول كبرى" تزعم المهنية والخبرة العسكرية كقوات الناتو لا تتعلم من أخطائها طوال عقد من الزمان؟ أم أن هذه الجرائم ترتكب بشكل مقصود وانتقاماً من أهل أفغانستان جراء الفشل الذريع الذي تلاقيه أمريكا وقوات الناتو فيها وجراء الحقد الذي يعتمل في صدور هؤلاء تجاه المسلمين؟
إن الديمقراطية التي تتحدث عنها أمريكا ليست سوى صورة أخرى للتبعية، وغطاءً لحماية مصالحها ونفوذها في المنطقة، فهي تسعى بعد أن فشل نموذج الاستعباد والقهر الذي رعاه نواطيرها من الحكام إلى محاولة ركوب موجة الثورات و"التبشير" بديمقراطيتها، وهي بذلك لا تريد من شعوب المنطقة ان تتفلت من هيمنتها.
أما تشدق أمريكا بحقوق الإنسان وحفظ كرامته فقد شاهدنا ذلك عملياً في غوانتانمو وأبي غريب وباغرام وفي دعمها المستمر لكيان يهود المجرم.
إن على المسلمين أن يدركوا أن أمريكا وقوات الناتو والدول الغربية الاستعمارية الطامعة في بلادنا وخيراتنا وثرواتنا هم أعداء لنا، ولا يصح بحال من الأحوال التنسيق معهم أو الاستعانة بها عسكرياً أو سياسياً، وإن كل استعانة بهم أو وضع قضايا المسلمين في حجورهم هو انتحار سياسي سيجلب الويل والثبور على المسلمين، وها هو واقع العراق وأفغانستان المأساوي ينطق بذلك.
فهل يحتاج العاقل أكثر مما يشاهده من وقائع صارخة ليدرك ما المقصود من ترويج أمريكا لديمقراطيتها؟!
30-5-2011م