تعليق صحفي
الثورة "الكاشفة" لعقلية سايكس بيكو التي تسيطر على قادة المقاومة !
 
بكل أسف أصدرت حركة حماس بيانا، تناقلته وسائل الإعلام ومنها المحسوبة على حماس ، أكّدت فيه وقوفها إلى "جانب الشقيقة سورية قيادة وشعبًا"، لافتةً إلى ما اعتبرته وقفة سورية بقيادتها وشعبها مع المقاومة واحتضانها وصمودها على نهج الممانعة والمقاومة. كما اعتبرت حماس "ما يجري في الشأن الداخلي يخص الإخوة في سورية"، وأضافت "نأمل بتجاوز الظرف الراهن بما يحقق تطلعات وأماني الشعب السوري، وبما يحفظ استقرار سورية وتماسكها الداخلي ويعزز دورها في صف المواجهة والممانعة".
 
لقد تتابعت الأحداث التي تعصف بالأمة كأنها "الكاشفة"، التي تكشف الولاءات والانتماءات، وتفضح مواقف المتسترين تحت شعارات براقة، من علماء وحركات وفضائيات، فيما هم يطبّلون ويزمّرون لأنظمة تعادي الأمة وتستعبدها، حتى تميز الأمة الخبيث من الطيب، وحتى يكتمل اصطفاف المخلصين في فسطاط حق لا نفاق فيه، قبل انبثاق فجر الخلافة المشرق نورا على الأمة ونارا تحرق أعداءها، ويسوّد دخانها وجوه المضللِين من أبنائها.
لو لم يكف نظام الأسد وأبيه في سوريا جرما غير تعطيل شرع الله طيلة عقود من الزمان لكفى ذلك كل مسلم مخلص للتبرؤ منه، كيف لا والله سبحانه يقول "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" ؟
•        فكيف به وهو الذي ذبّح ألوف المسلمين عندما انتفضوا ضد ظلمه وضد منعه للخمار في الثمانينات ؟ وهو الذي يذبّح اليوم مسلمين يكبرون في مساجد الله رافعين كلمة الله.
•        كيف به وهو الذي يرفع شعار المقاومة فيما أمّن حدود الجولان للمحتل اليهودي طيلة العقود السابقة ؟ نفّذ ذلك بكفاءة لم تستطعها دول غير محسوبة على محور الممانعة كمصر، بل وظل يتلقّى الضربات من عصابة اليهود فيما يردد كلماته الممجوجة: "سوريا تحتفظ بحق الرد".
•        كيف به وهو الذي يرفع شعار الممانعة فيما ظل يلهث خلف العراب التركي لعقد اتفاقيات الاستخذاء مع كيان الاحتلال اليهودي ؟
•        كيف به وهو الذي يحارب دعوة الخلافة، وأعدم وعذب واعتقل من دعاتها الكثير الكثير، وقد أعدت
ا تتحدث فيه عن ضلوع حزب التحرير ودعوته للخلافة في الأحداث الأخيرة. وإن الدعوة لحفظ استقرار نظام الأسد مناقضة لدعوة الخلافة التي تقام على أنقاضه.
إن أرض سوريا ليست لدولة شقيقة، بل هي حاضنة الخلافة الأموية التي انطلقت منها الفتوحات، وهي المرشحة لاحتضان الخلافة الثانية على منهاج النبوة، وما يجري فيها لا يمكن أن يعتبره أي مسلم مخلص شأنا داخيا، كيف ذلكوفضائل الشام معلومة لدى المؤمنين الموحدين ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ"، وهو يتخير لابن حوالة: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ". فكيف تكون الشام شأنا داخليا لا تخص كل المسلمين على وجه الأرض ؟ إلا أن تكون حسب عقلية سايكس بيكو لا حسب العقلية الإسلامية.
لا مجال للحياد أمام جرائم هذا الكيان تحت أي ذريعة كانت، وأي حياد هو تضليل للأمة، بل هو وقوف مع ديكتاتور سوريا العلوي الذي لم يعلن التبرؤ من عقيدة العلويين الباطلة، فكيف لمؤمن بالله ورسوله أن يقف مع مثله، والله سبحانه يقول:
 
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ55 أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ56
3/4/2011