تعليق صحفي
ليس هذا ما تمناه أهل مصر وفلسطين:
قادة يهود يزورون القاهرة بعد الثورة!!
 
زار عدد من المسئولين الأمنيين اليهود القاهرة خلال الأيام الفائتة، كما وصلها أيضاً مبعوث خاص من كيان يهود لإجراء محادثات ومشاورات مع مسئولين مصريين، كما نقلت وكالة معا، حيث جرى التباحث في مسائل أمنية تتعلق بغزة والحدود وغيرها من المسائل كما جاء في الخبر. وقد تزامنت هذه الزيارات مع زيارة لوفد من حركة حماس إلى مصر، التقوا خلالها أيضا بوزير الخارجية المصري.
 
تأتي هذه الزيارات بُعيد التصعيد والقتل الذي قام به كيان يهود في غزة، والتهديدات المتواصلة من قبل يهود بشن حرب جديدة على غزة، وعقب التصريح الذي تناقلته وسائل الاعلام بأن وزير خارجية مصر الجديد نبيل العربي قد حذر يهود من القيام بعملية عسكرية تجاه غزة.
 
إن هذه الزيارات التي يقوم بها قادة يهود إلى القاهرة تدل على أن دور النظام المصري وموقفه من كيان يهود لازال كما هو، فالنظام المصري في عهد الرئيس المخلوع كان دوره –الظاهري- يتراوح بين دور الوسيط المائل ليهود، أو الوسيط بين المتصارعين من أهل فلسطين على سلطة لا سيادة لها، وموقفه الحقيقي أنه كان أداة وسمساراً للنفوذ الأمريكي في المنطقة.
 
وللأسف فإن استمرار هذه الزيارات يشير الى أن موقف مصر الحالي وسياستها الخارجية لم تتغير بعد، كما أن الغاز المصري ما زال يتدفق لكيان يهود وإن حاول النظام الجديد تجميله بالقول بإعادة النظر في سعر الغاز المصدر!! واتفاقية كامب ديفيد لا زالت قائمة على أصولها!!.
 
وعلى الرغم من تحذير وزير خارجية مصر ليهود إن شنوا حرباً على غزة، فإنه كان يؤمل بأن يطرد المبعوثين الأمنيين اليهود من القاهرة، وكان يؤمل بأن تلغى اتفاقية كامب ديفيد الخيانية، وأن يتحرك الجيش المصري لاستنقاذ غزة وفلسطين، فما حل ويحل بغزة وفلسطين يستأهل إعلان الحرب لا مجرد إطلاق تصريحات تكذبها الوقائع، فالعلاقة مع هؤلاء المحتلين لأراضي المسلمين لا تكون في دهاليز السياسة والمباحثات والمبعوثين الأمنيين، بل هي علاقة بتر واستئصال تخطها ساحات الوغى ووقع غبار المعارك، وهدير الطائرات وقصف المدافع.
 
إن الواجب على حكام مصر الجدد وعلى جيشها أن يقفوا موقفاً يرضي الله ورسوله والمؤمنين، فيلبوا تطلعات أهل مصر في التغيير.
فالحكام في مصر والذين ابقوا بعد تعديل الدستور المصري على المادة الثانية منه، والتي تنص على أن دين الدولة هو الاسلام، مطالبون بأن يقفوا موقفاً مستمداً من هذا الاسلام العظيم؛
فهل من الاسلام أن يقف الجيش المصري موقف المتفرج مما يحدث في غزة دون أن ينصر المسلمين؟!
 
وهل من الاسلام أن يستمر قادة يهود ومبعوثوهم في التدفق على مصر؟
 
وهل من الاسلام أن يكون دور مصر خدمة الأجندات الأمريكية بالوساطة بين كيان يهود وكلتا السلطتين؟
 
إن أحد أسباب الثورة على نظام "مبارك" هو خذلانه لأهل فلسطين وأهل غزة خصوصا، فهلا اعتبر حكام مصر الجدد ولبوا تطلعات الجماهير بنصرة غزة وفلسطين وتحريرها؟.
 
إن على المنتفضين في مصر أن يواصلوا انتفاضتهم حتى يكون التغيير الشامل، تغييراً لا يترك من مثالب النظام البائد شيئا الا وخلعه، لا أن يكتفوا بتغيير جزئي تجميلي، بل يجب أن يكون التغيير نهاية تامة لنظام استعبد الناس وسار في طريق الخيانة، وأن تقام الخلافة على أنقاضه، والتي ستحقق التغيير الحقيقي والجذري. لمثل هذا فليعمل العاملون.
 
31-3-2011