تعليق صحفي
فصائل "الثورة" الفلسطينية تقف ضد الثورة السورية!!
إن مناصرة الأنظمة الدكتاتورية، التي لا تحكم بالاسلام والتابعة للغرب، بعضها البعض أمر طبيعي، فهي في سلة واحدة بل في جبهة واحدة ضد الأمة وتطلعاتها ومشروعها الحضاري.
 
فالنظام السوري وقف إلى جانب نظام القذافي وأمده بالسلاح والطائرات، وكذلك فعل النظام السعودي الذي هرع لانقاذ بقايا "مملكة" البحرين، وما خفي من التعاون الاستخباراتي والأمني ضد المسلمين أعظم.
 
ذلك أمر طبيعي فهؤلاء الحكام بعضهم أولياء بعض ضد المسلمين، لكن أن تقف حركات "تحرر وطني" وثورة ضد ثورةٍ لإخوان لهم تحركوا للتخلص من الظلم والقهر والتبعية، وتسمية التحرك الجماهيري ضد الظلم والطغيان بالتخريب، بحجة وقوف النظام العفن معها –كما تتوهم- وايوائه لها، فذاك أمر غير طبيعي وهو مستهجن ومستنكر ولا يمكن تفسيره سوى ببيع المواقف ومناصرة أنظمة الظلم والتبعية، علاوة على مخالفته لأحكام الاسلام. 
 
في هذا السياق، نقلت صحيفة 'الوطن' السورية عن مصدر فلسطيني رفضه لأعمال "الشغب" التي حركها بعض الفلسطينيين في مخيمات درعا، مشيراً إلى أن الفلسطينيين في سوريا وفي الخارج لن ينسوا مواقف سوريا معهم ولن يتوانوا عن التصدي لمن أساء للأمن في سوريا وسيكونون أول من يحاسبهم، مؤكداً أن هؤلاء خارجون عن الإجماع الفلسطيني وستتم ملاحقتهم ومعرفة من حركهم وبأي هدف.
 
وكشفت 'الوطن' أن اجتماعاً عقد ظهر أمس جمع فصائل فلسطينية وعلى أثره توجه وفد إلى المخيمات في درعا حاملاً رسالة واضحة وصارمة بأن أي خروج من المخيمات سيواجه من قبل الأمن الفلسطيني أولاً وبلا 'رحمة' وتأكيد رفضهم التام لأي أعمال "تخريبية" يقوم بها عناصر "متطرفة".
 
إن جرائم النظام السوري، وما فعله بحماة، وما يمارسه من قمع لحملة الدعوة للخلافة، ولكل من يدعو للتغيير أو للتخلص من التبعية التي كبلت الجيش السوري وحالت بينه وبين نصرة أهل الجولان وفلسطين، وجعلته رهين سياسات واشنطن، إن تلك الجرائم لا تحتاج لشرح أو كبير تفصيل، فهي ظاهرة كالشمس في رابعة النهار.
 
إن الأمة الاسلامية لحمة واحدة وجسد واحد، رغم أنف الحكام والكافرين المستعمرين، لا فرق بين أبنائها، لا بين فلسطيني ولا سوري ولا أردني ولا يمني ولا ليبي ....، ولن يحول بينها وبين تطلعها للوحدة والتغيير الجذري عبر إقامة صرح الإسلام حائل بإذن الله، وإن الأمة التي وقفت بجانب الثورة المصرية والتونسية واليمنية والليبية ستقف بجانب ثورة أهل سوريا ولن تخدع بمواقف هذه الفصائل او تلك، فهي قد خبرت نظام الأسد كما خبرت نظام القذافي وبن علي ومبارك، وهي تدرك بأنهم جميعاً سواء وإن اختلفت ألوان اطيافهم بين موالاة ومعارضة زائفة.
 
إننا ندعو فصائل "الثورة" الفلسطينية إلى أن ينحازوا إلى صف أمتهم وثورتها على الحكام الطواغيت، فإن هم فعلوا ذلك كان خيراً لهم، وإن هم تنكبوا درب الأمة وناصروا أنظمة الطغيان فسيذهبوا أدراج الرياح مع ذهاب هذه الأنظمة، فهل يعقلون ويتدبرون؟!
(وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)
21-3-2011