التعليق الصحفي
هل يقتل الأطلسي أطفال ليبيا كما قتل أطفال أفغانستان؟!
قال اندرس فوج راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الاثنين إن العالم لن يسمح لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي بالاستمرار في مهاجمة القوات المعارضة للحكومة دون محاولة لردعه.
 
وصرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن حلف الناتو يبحث الان في عدد من الخيارات بما فيها الخيار العسكري إزاء الوضع في ليبيا، وأكد أن الولايات المتحدة ترفض عنف الحكومة محذرا مساعدي القذافي والمحيطين به بأنهم سيحاسبون على مسؤوليتهم عن أي أعمال عنف قد يتورطون فيها في قمع انتفاضة الشعب الليبي.
 
يأتي ذلك كله ودماء الأطفال الذين قتلوا في أفغانستان جراء قصف الناتو لم تجف بعد، فهل يريد أوباما وراسموسن ومن معهما أن يقصفوا أطفال ليبيا كما قصفوا اطفال أفغانستان؟! أم هل يريدون أن يحتلوا ليبيا كما احتلوا أفغانستان فيستولوا على نفطها وثرواتها؟! ومن ثم هل تعز دماء مسلمي ليبيا على راسموسن وأوباما ومن معهما بينما يسترخصون دماء مسلمي أفغانستان؟! أم هو مكر الثعالب؟!
 
إن سلوك الولايات المتحدة وحلف الناتو تجاه المسلمين في كل بقاع العالم وتجاه أفغانستان على وجه الخصوص يكشف اللثام عن أهدافهم الخبيثة التي يخططون لها في ليبيا، ويزيل الستار عن هدفهم الحقيقي الذي يخبئونه خلف الحرص الإنساني والشفقة على أهل ليبيا وهلم جرا من الشعارات الزائفة....
 
إن دولة كأمريكا قتلت من المسلمين الملايين في حربي العراق وافغانستان، وحلفاً كالناتو يعد يدها التي تبطش بها، لا يمكن أن يحرصوا على دم مسلم بل كل همهم كما بات مفضوحاً للملأ هو خيرات المسلمين وثرواتهم ونفطهم والعمل على عدم عودة الإسلام للحياة السياسية بالحيلولة دون إقامة دولته التي تخلص المسلمين والعالم من هيمنة القوى الغربية الاستعمارية وشرورها.
 
إن أمريكا وحلف الناتو لم يجلبوا سوى الدمار في كل بقعة وطأوها، وعداؤهم للإسلام وأهله قائم وإن تستروا خلف جدر من زجاج، فحلف الناتو وأمريكا يتخذون من الاسلام عدواً استراتيجياً لهم، ويقدمون الدعم الدائم للكيان اليهودي بالسلاح المتطور والمال لقتل المسلمين وتشريدهم، فهل نغفل ذلك كله ونظن ظن البسطاء والسذج أن أوباما أو راسموسن -المدافع والحامي لمن أساء لنبينا بالرسوم الكاريكاتورية- قد ساءهما ما يحدث في ليبيا وأنهما لن يطيقا صبراً تجاه هدر دماء مسلمي ليبيا.
 
إن واجب الامة أن تبقى حذرة ومتيقظة، وأن لا تنخدع يوماً بهؤلاء الثعالب المكارين، وأن تدرك أن كل غاية القوى الغربية الاستعمارية هو الحفاظ على نفوذهم وعلى الواقع المأساوي الذي يتكلل بالذلة والتبعية، فهم من أوجد هذا الواقع وهم من يحرص على استمراره وهم من يخشى التغيير الجذري بإقامة الدولة الاسلامية، وإن على الأمة أولا وأخيراً أن تلتزم بالحكم الشرعي والذي يقضي بحرمة الاستعانة بالكافرين والاستضاءة بنارهم وأن تمتثل قول الرسول الأكرم (إنا لا نستضيئ بنار المشركين).
 
إن على الامة أن تواصل السير قدما لتتجاوز تلك الفترة الاستثنائية من حياتها، ولتلج أبواب العزة والمجد من جديد، عزة تتجسد في انتظامها في عقد الخلافة الإسلامية لتطبق شرع الله وتحمل الإسلام رسالة نور للبشرية.
08-03-2011