خبر وتعليق
 
وزارات السلطة تسمح للسفارات والمؤسسات الأجنبية بالتدخل في أمور ديننا
 
استقبل وزير الأوقاف والشؤون الدينية د. محمود الهباش القنصل البريطاني العام في مدينة القدس فنسنت فين ... وأشاد القنصل البريطاني العام بالإنجازات التي تحققها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من خلال عملها الدؤوب في نشر التعليم الديني ومساعدة الفقراء والمحتاجين مشدداً على مدى متانة العلاقة ما بين الشعب البريطاني والفلسطيني حسب وكالة معا.
 
وذكر نفس المصدر عقد يوم الجمعة مؤتمر "التربية الدينية في فلسطين" في بيت لحم بحضور عبد الله شكارنه مدير التربية والتعليم في بيت لحم وقام على تنظيم المؤتمر المؤسسة التعليمية العربية "نوافذ على العالم" في بيت لحم بالتعاون مع مؤسسة "باكس كرستي" في بروكسل، والمعهد اللاهوتى السويدي في القدس، ومركز انسباير للمبادرات في الروحانيات والمصالحة في بريطانيا.
 
 
في البلدان التي يسيطر عليها الانحطاط الفكري والضعف السياسي والتبعية للأجنبي في التمويل المالي والقرار السياسي تتدخل سفارات الدول الأجنبية ومؤسساتها في شؤون تلك البلدان، وهذه هي الحالة السائدة في كثير من بلدان العالم ومنها بلدان العالم الإسلامي وفي مقدمتهم فلسطين المحتلة نتيجة ضعف السلطة واعتمادها في الوجود والتمويل على الدول الكبرى وعلى كيان يهود.
 
وتدخل السفراء والقناصل والمؤسسات الأجنبية في الشؤون الداخلية لبلدان العالم الإسلامي أمر لا يخفى إلا على أعمى البصر والبصيرة حتى أن السفارات تتدخل في أدق التفاصيل وتعطي التعليمات والتوجيهات ليس فقط لرئيس الدولة أو لرئيس الوزراء بل أصبحت تعطي تعليماتها بشكل مباشر للوزراء ورؤساء الدوائر وقادة الأجهزة الأمنية وما حادثة سيارات السفارة الأمريكية في مصر التي قامت بدهس الناس الذين شاركوا في الانتفاضة إلا أحد الأدلة على ما نقول.
 
والحقيقة أن لقاء القنصل بالهباش يأتي ضمن هذا السياق العام، والقنصل يعمل على رعاية مصالح بلاده التي أعطت أرض فلسطين لليهود من خلال وعد بلفور، وما مديح القنصل لوزارة الأوقاف إلا لأن الوزارة منعت التحريض على الاحتلال في المساجد وكممت الأفواه وتعمل على تسخير الأئمة والمساجد في الحرب على الإسلام التي تقودها أمريكا وبريطانيا.
 
وكانت صحيفة واشنطن بوست نشرت مقالا في نهاية 2010 يتناول المحاولات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية للتدخل في محتوى خطب الجمعة في مساجد الضفة الغربية، وذكرت أن الولايات المتحدة كانت قد ضغطت على السلطة الفلسطينية للقضاء على الخطاب الديني الحماسي الذي تعتبره هي وإسرائيل مقوضا لجهود السلام، ولكنها كانت حذرة في مباركة إجراءات السلطة الأخيرة. ورغم أن تلك الإجراءات تخدم أهداف الولايات المتحدة، فإن تلك الإجراءات التعسفية تظهر نزعة تسلطية لدى القيادة الفلسطينية، التي ما فتئت واشنطن تمتدح طريقة حكمها".
 
إن المحاولات التي تقوم بها السفارات والمؤسسات الدولية لم تتوقف لجعل الإسلام مجرد طقوس دينية كهنوتية ونظريات أخلاقية بعيدا عن السياسة وعن شؤون الحكم كما هو حال الديانات الأخرى في بلاد الغرب، فهم فصلوا الدين عن الحياة ويريدون تطبيق ذلك على الإسلام، وهذا هو سياق المؤتمر الذي عقد في بيت لحم برعاية المؤسسات الغربية، التي تنشط في بلادنا برعاية سفراء الدول التي تحارب الإسلام، ويساعدهم على ذلك السلطة ووزرائها.
 
إن الواجب على المسلمين أن ينبذوا المؤسسات الدولية والسفراء والقناصل الذين يتحركون في بلادنا وكأنها مزرعة خاصة ويجتمعون بالوزراء وغيرهم لتسخيرهم في محاربة الإسلام وحرف المسلمين عن دينهم، وعليهم أن ينكروا فعال الهباش وأمثاله الذين قبلوا على أنفسهم قبول المهمات القذرة.
 
6/3/2011