في اجتماع منظم ومرتب مسبقا، قام رئيس اليمن الحالي بإلقاء كلمة له تتعلّق بانتفاضة أهل اليمن في جامعة صنعاء في كلية الطب، وممّا جاء في هذه الكلمة أن ثورة الشعوب في العالم العربي تُدار من غرفة عمليات من تل أبيب!!
إن هذا الافتراء والكذب ليذكّرنا بأمرين مهمّين، الأول : عجز هؤلاء الحكام عن مواجهة الفكر بالفكر والحقائق بالحقائق، والثاني:حقيقة علاقة هؤلاء الحكام مع كيان يهود .
 
وقبل أن نتعرض لهذين الأمرين، نريد أن نرجع قليلا إلى سيرة المصطفى عليه السلام لنرى كيف أن أهل مكة من الكفار، قد اتهموا الرسول عليه السلام بالاتصال برجل اسمه (جبرا )يعلمه القرآن، ويمليه عليه وذلك بعد أن عجزوا وفشلوا في مؤامرة اتهامه بالسحر والكهانة والشعوذة وقول السحر !!
 
فرد الله عليهم فقال :" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ"النحل- 103 ، فكيف تتهمون الرسول يا سادة مكة بأنه يتلقى القران من رجل أعجمي غير عربي، وانتم العرب -أهل الفصاحة والبلاغة- عجزتم عن اقصر سورة فيه ؟!
 
فهؤلاء الحكام مثلهم مثل سادات الكفر في الكذب والافتراء والاختلاق.. فقد أمضوا سنوات كثيرة في فنّ الكذب على كيان يهود؛ باسم الثورية والوطنية والقومية، وإذا بهم فجأة يعترفون بهذا الكيان، في قرار عريض يصدر عن الجامعة العربية، في مؤتمر بيروت سنة ألفين واثنين(2002 )، ثم يتهافتون واحداً تلو الآخر لفتح السفارات والقنصليات والممثليات التجارية وغير ذلك ..
 
ثم يأتي أفّاك من سرب هؤلاء الحكام، ليختلق الكذب الذي لا ينطلي حتىّ على الأطفال في هذا الزمان يقول: إن "إسرائيل" تحاربه، وتريد أن تزلزل حكمه، وأنها تحرك الشعب اليمني لهذا الغرض باسم الثورية والانتفاضة، وكأنه يصوّر للعالم أن دباباته تقف على حدود تل أبيب، وان طائراته تحوم في سماء القدس!!.
 
لقد جاء هؤلاء الحكام شيئا إدّا تكاد السموات تتفطر منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا، وأن هذه الأغنية الكاذبة لم تعد تنطلي على الشعوب الصادقة والمخلصة في التحرر والانعتاق من كذب هؤلاء الحكام ومن جرائمهم وشرورهم وسرقاتهم وخياناتهم.
 
فالشعوب تعلم علم اليقين أن هؤلاء الحكام خدم لأمريكا، وخدم لكيان يهود، وحرب على الله ورسوله وأمة الإسلام، وقد أصبحت روائحهم تزكم الأنوف في كل مكان، وقد زادت هذه الافتراءات الشعب المسلم من أهل اليمن إصرارا فوق إصرار، للتخلص من هذه النجاسة ورفعها من أرضهم وديارهم، وإننا نخاطب (أهل الحكمة) من أهل اليمن أن يوجّهوا حكمتهم في اختيار رجلٍ رشيدٍ، مخلص لله ورسوله يحكمهم بالإسلام، فلا يحقق العدل والاستقامة إلا الإسلام .
 
(وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
2/3/2011