أعلن رئيس الوزراء الايطالي صاحب الفضائح الأخلاقية سيلفيو برلسكوني خلال تجمع سياسي اليوم في روما "يبدو أن (الزعيم الليبي معمر) القذافي لم يعد يسيطر على الوضع في ليبيا".
 
ويعتبر برلوسكوني حتى الآن حليفا للقذافي وكان قد وقع معه في اب/ أغسطس 2008 معاهدة صداقة، وومع ذلك اعتبر برلسكوني أن "السيناريو الجيوسياسي يتبدل وايطاليا معنية بذلك".
 
وقال "لم يتمكن أحد من توقع ما حصل في ليبيا، كما لم يتوقع أحد ما حصل قبل اسابيع في تونس ومصر، ولا يمكن لاحد أن يتوقع ما سيحصل لاحقا".
 
ورأى أن التطورات في شمال إفريقيا "غير واضحة المعالم إلى حد بعيد لأن هذه الشعوب يمكن أن تقترب من الديمقراطية لكننا قد نجد أنفسنا أيضا أمام مراكز خطيرة للتطرف الإسلامي".
******
إن الثورات المتلاحقة للأمة الإسلامية كشفت ورقة التوت الأخيرة التي تغطي سوأة الدول الغربية الاستعمارية، وكشفت مدى اهتمام تلك الدول بمصالحها وتواطؤها على قتل المسلمين وإبادتهم.
 
كما أن الدول الاستعمارية وعبر تصريحات برلسكوني هذه تبرق رسالة للحكام -إن بقي فيهم بقية من عقل- أنها لا تكترث بهم وأنها سرعان ما ترمي بهم إلى قارعة الطريق إذا ما اقتضت مصالحها ذلك.
 
إن تصريحات برلسكوني سيء الذكر، تؤكد حقيقة أن الدول الغربية الاستعمارية، التي تحاول الحفاظ على نفوذها في البلاد العربية، أنها لم تكن على إطلاع ومعرفة باندلاع الثورات في تونس أو مصر أو ليبيا أو زمانها أو حجمها، وأنها لا زالت لا تتوقع ما يمكن حصوله لاحقاً وأن الأمة قد فاجأتها .
 
كما أن تصريحات برلسكوني تدل أيضاً على أن مركز تنبه القوى الغربية الاستعمارية وما تتحسب له هو الإسلام ودولته وأن ما تخشاه تلك الدول هو أن تنتج هذه الثورات الآن أو لاحقاً تغييراً حقيقياً يصعد فيه الإسلام لسدة الحكم فتنعتق بلاد المسلمين من ربقة الاستعمار للأبد.
 
إن الحقيقة التي لا مراء فيها أن إيطاليا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي بأسره والولايات المتحدة الأمريكية تعيش على نهب ثروات المسلمين، وأنها تتقلب في خيراتهم وهم محرومون من أدنى حقوقهم.
 
فعلى سبيل المثال إن أكثر من 65% من استهلاك أوروبا للغاز الطبيعي يأتي من الجزائر مرورا بالمغرب، ومن المتوقع أن يصل إنتاج بلاد المسلمين للنفط الذي تسرقه أمريكا ودول الغرب ما يزيد على 67% من الإنتاج العالمي للنفط مما يعني اعتماد الحياة الاقتصادية لأمريكا والدول الصناعية على بلاد المسلمين.
 
إن ثروات الأمة وعودتها أمة السيادة والريادة، وحاملة مشعل الهداية وحرباً على الأنظمة الرأسمالية اللاإنسانية هو ما يشغل تفكير الكافرين المستعمرين وهاجسهم.
 
إن على الأمة أن تدرك اليوم بأنها مؤهلة، سياسياً ومبدئياً وحتى من حيث المقدرات الاقتصادية والمكانة الجغرافية، للعب دور يغيّر مجرى التاريخ ووجه الكرة الأرضية، وأنها باتت قاب قوسين من ذلك أو أدنى، فما عليها إلا أن تكمل المشوار إلى آخره فقد اجتازت معظمه وعلى أهل القوة والمنعة فيها أن تنصروا الساعين لإقامة الخلافة الذين هم بين ظهرانيهم ويسعون لعزتهم حتى يُقام حكم الله في الأرض فينعم المسلمون في ظل الإسلام ويرفلوا في عدله ويحملوا الخير للعالمين.
26-2-2011