أبو ظبي / وكالات / ذكرت صحيفة الخليج الاماراتية اليوم أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يميل إلى اتخاذ قرار بحل السلطة الفلسطينية في أيلول سبتمبر المقبل إذا ما تعثرت الجهود السياسية وتحديداً الأميركية في إحياء عملية التسوية .
 
ونقلت الصحيفة الامارتية عن مصادر فلسطينية قولها ان تحديد الموعد المذكور يأتي بمناسبة مرور عام على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الامم المتحدة والذي عبر فيه عن أمله في أن تكون فلسطين دولة العام المقبل إضافة الى أن ايلول هو الشهر ذاته الذي جرى فيه توقيع اتفاق أوسلو.
*****
إن من التضليل السياسي أن تُصوّر السلطة بأنها كانت مكسباً لقضية فلسطين، أو خطوة على طريق "تحرير!" الأرض والإنسان، أو أنها كانت نتيجة كفاح وطني!، كما من الجهل السياسي أن يُظن أن بقاء السلطة أو حلّها أو دمج الضفة الغربية بالشرقية في ظل هذه الانظمة التابعة الخائرة، هو بيد عباس أو حتى منظمة التحرير أو حتى الأنظمة المجاورة أو جامعة الدول العربية.
 
إن مما لا شك فيه أن مشروع السلطة هو مشروع دولي بامتياز وإن أُلبس ثوباً عربياً أو فلسطينياً، أوجدتها القوى الغربية الاستعمارية لتضفي بها شرعية زائفة على كيان يهود المغتصب عبر اتفاقيات باطلة تبرمها معه، ولتكون السلطة العين الساهرة على أمن الكيان اليهودي، علاوة على الخدمات "الجليلة" التي تقدمها لتلك القوى في فلسطين والمنطقة تحت غطاء شراكتها في الحرب على الإرهاب!!
 
فالسلطة ولدت من رحم اتفاقية أوسلو الباطلة وغذّتها أمريكا ودول الاتحاد الاوروبي لتركز نفوذها في المنطقة فأغدقت عليها الأموال حيث انفقت عليها عشرات المليارات، ورعتها حتى نصبّت عليها جنرالاً عسكرياً أمريكياً وصياً عليها.
والحال كذلك فهل يملك عباس ومنظمة التحرير قرار حلّ السلطة؟ بالطبع لا، فقرار حلها أو إبقائها هو بيد واشنطن ولندن ويهود.
 
تلك حقيقة ساطعة ينطق بصحتها الواقع، ونطق بها من كان يعد من اساطين السلطة من قبل حيث قال: (ومنذ أول دولار دفع في تمويل هذه السلطة وحتى الآن وإلى أجل غير مسمى يظل مشروع السلطة الفلسطينية في أهم أبعاده واشدها حيوية مشروعاً دوليا لا يملك الفلسطينيون ولا الاسرائيليون حق حلّه او التحول عنه).
 
ثمّ أين المشروع الوطني الفلسطيني الذي تزعم السلطة أنها خطت خطوات هامّة نحو تحقيقه؟ أين الدولة الفلسطينية "العتيدة" التي يمنّي عباس وفياض أتباعهما بها في ظل تهديدات عباس هذه؟ أم أنها رسوم أطفال على أوراق بالية أو أنها أحلام عصافير؟
 
إن هذه التصريحات وأضرابها التي تكررت على لسان عباس تؤكد أن السلطة ومنظمة التحرير تقتات على فضلات المستعمرين وكيان يهود سياسياً ومالياً، وأن بقاءها من عدمه رهن للتحركات الأمريكية، فإن منّت دبت فيها الحياة وإن ضنّت دارت بها الدوائر.
 
إن فلسطين اليوم في عهد التغيير لا تتطلع تطلع التابعين نحو واشنطن أو لندن لتخلصها!، بل تتطلع لتلك الجموع الهادرة والجماهير الثائرة لتكمل مشوار التغيير الحقيقي فتقيم الخلافة وتزحف نحوها فتحررها.
 
24-2-2011م