دعا عمرو موسى الزعماء العرب إلى عدم القلق من الثورات الشعبية التي تجتاح المنطقة، مشدداً في الوقت عينه على أهمية الحفاظ على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة.
وقال موسى في مقابلة مع صحيفة (واشنطن بوست) نشرتها الثلاثاء، إنه قال لمندوبي الجامعة العربية الذين التقوا الاثنين "لا يجب أن نخاف أو نقلق" من الثورات التي تجتاح المنطقة، مضيفاً "لقد أوصلت رسالة بأن رياح التغيير تهب على مجتمعاتنا"، وإنه يجب الشعور بالتفاؤل من المستقبل.
وقال "لدينا مصالح كبرى مع الولايات المتحدة، ولدى الولايات المتحدة مصالح كبرى معنا ومع العالم العربي"، وأكد أنه يعارض الأشخاص الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة "عدواً آليا".
******
بعد أن اجتاحت الاحتجاجات والمسيرات المطالبة بالتغيير عدّة بلدان عربية في آن واحد عقب انتفاضة أهل مصر الكنانة، في البحرين...في اليمن...في الجزائر...في ليبيا...في سوريا.. ولا زالت ذيول الاحداث مستمرة في مصر وتونس، يطل علينا أمين الجامعة العربية عمرو موسى مرة أخرى ليطمئن الحكام من حمى التغيير.
يأتي ذلك بعد أن خرج موسى وطمأن الغرب بأنه لن تقوم في مصر دولة إسلامية، وأن مصر ستحترم جميع الاتفاقيات مع كيان يهود.
إن تطمينات موسى هذه هي توجيه للحكام للانخراط من رأسهم حتى أخمص أقدامهم في وحل التبعية للإرادة الأمريكية، ذلك أن موسى الذي يسوّق لنفسه لدى الإدارة الأمريكية ليعلب دور الوكيل والسمسار الجديد لسياساتها في المنطقة بدل المخلوع "مبارك"، يرى أن بمقدور الإدارة الأمريكية الاستمرار في اختراق مصر وبقية البلدان العربية عبر مساعدات مالية ووسط سياسي تابع وموالي لها، وأن بمقدورها حماية أتباعها. في مشهد يبدو فيه موسى كتلميذ غبي لم يستوعب الدرس كاملاً بعد!
إن عمرو موسى مخطئ إن ظن أن رياح التغيير ستقف عند حاجز تغيير شخص الحكام ليأتي أمثاله المرتمين في أحضان الامريكان ليملئوا الشاغر من جديد، بل إن هبوب هذه الرياح كان البداية فقط، وكسراً لحاجز الوهن والخوف الذي اعترى الأمة عقوداً أو ما يقارب القرن.
إن رياح التغيير لن تقف عند الحدود المقبولة وفق السياسة الدولية وستتخطى ذلك باتجاه التغيير الحقيقي والجذري، نحو إقامة الخلافة التي تعيد الأمة لمكانتها المرموقة دولياً، أمة تحمل رسالة الخير والهدى لتنقذ البشرية مما تعيشه من الضنك، وحينها لن تستطيع أمريكا ولا أوروبا أن تحمي أتباعها في وجه تيار الأمة الجارف، وساعتئذ لن يكون لموسى ولا أمثاله دور في مسيرة الأمة بل سيكونون على مزابل التاريخ.
وإن غداً لناظره قريب.
16-2-2011