في تصريحات "غريبة" تخالف ما دأبت عليه السلطة ورجالاتها في الأسابيع الماضية، وتفند كذبها وحالة التيه السياسي بل التضليل الذي تحاول أن تغطي به عجزها، صرح أحمد قريع أحد المفاوضين "القدماء" مع يهود بأن "توجه السلطة الفلسطينية لمجلس الأمن للإعلان عن المستوطنات بأنها غير شرعية يعتبر خرقاً للاتفاقيات الموقعة بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية" بحسب ما ذكره خلال مقابلة مع إذاعة كيان يهود ونقلته وكالات.
 
لقد دأبت السلطة منذ أشهر وأسابيع على الترويج لخيارات ما بعد تعنت وصلف يهود واستمرارهم بالاستيطان وتخلي الإدارة الامريكية –في الوقت الراهن- عنها وانحيازها المطلق لكيان يهود واهتمامها بمتطلباته الامنية دون سواها، دأبت السلطة على الترويج لهذه الخيارات تمهيداً لاعتبارها نصراً –حال تحقيقها- مع أنها لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي كان منها اللجوء إلى مجلس الأمن تارة لاستصدار قرار بإعلان دولة من جانب واحد وتارة لإدانة الاستيطان.
 
يأتي تصريح أحمد قريع اليوم وهو "العليم" بشؤون المفاوضات وأحد "دهاقنة" اتفاقية أوسلو الخيانية ليكشف كذب وزيف هذه السلطة فيما ترمي إليه وتروج له بالقول أنها ستشعل معركة سياسية مع كيان يهود من خلال إدانة الاستيطان في مجلس الأمن.
 
إن هذه التصريحات من قريع إنما تكشف عن هول ما قدمته وتقدمه السلطة من تنازلات لكيان يهود، بل إن إقدام قريع على هذه التصريحات عبر إذاعة كيان يهود إنما يدل على مدى الاستجداء والخنوع الذي يتمتع به "المفاوض الفلسطيني"، ومدى استخذائه بتوجيهه رسائل مودة وطمأنة لكيان يهود، بأن كل ما تقوم به السلطة –على سخافته- لا قيمة له وان بإمكان يهود إفشاله ببساطة.
 
والسؤال الذي يفرض نفسه: هل حقا يريد قريع استرضاء يهود؟ أم انه يفضح سوء صنيع يداه وما أقدم عليه إبان عقد الاتفاقيات السابقة مع كيان يهود، ويكشف مدى كذب وتضليل السلطة أمام أبناء فلسطين؟ أم كل ذلك هو ما يرمي إليه قريع المفاوض السابق؟.
 
إن الثابت أن هذه السلطة قد تكشفت سوأتها أمام أهل فلسطين من قبل تصريحات قريع هذه لكنها تبرز مدى الجرم الذي ارتكبه ويرتكبه مفاوضوها والمخفي أعظم.
فهل آن للأمة الإسلامية بأسرها ان تسترجع قضية فلسطين من هؤلاء المتخاذلين؟!!
 
23-1-2011