الجزيرة نت: أعرب سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" عن أمله في أن يستمر ما سماه "الاعتدال" في تونس بعد الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى الإطاحة بابن علي.
وأضاف أن تونس "دولة معتدلة وكانت مرتبطة طوال السنين الماضية بالغرب، ونحن نتابع التطورات من أجل الحفاظ على علاقاتنا مع هذه الدولة، ونأمل أن يمنع المجتمع الدولي جهات إسلامية من السيطرة عليها".
من جهته قال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أنه على ضوء الأحداث في عدة بؤر في الشرق الأوسط فإن الاستنتاج هو أنه "يجب التنصيص على أسس الأمن في أي اتفاق نتوصل إليه". وتابع "إننا لا نعرف ما إذا كان حتى اتفاق سلام سيُحترم، ولذلك يجب ضمان إرفاق أي اتفاق سلام بترتيبات أمنية ميدانية".
*****
لم يكن كيان يهود يوماً –بالرغم من معاهدات الخزي والعار التي تبرمها معه مصر والأردن والسلطة- جسماً طبيعياً في وسط المنطقة الإسلامية، بل كان دوماً جسماً غريباً وخنجراً مسموماً في قلب العالم الإسلامي.
إن تصريحات شالوم ونتنياهو وتخوفاتهم مما يدور في تونس، وخشيتهم من استيلاء "اسلاميي" تونس على مقاليد الحكم هناك، تؤكد أن يهود يدركون أن جبهة الصراع الدائر في فلسطين امتدادها كافة بلاد المسلمين وأن المسلمين جميعاً في جبهة وكيان يهود والمستعمرون وأدواتهم الحكام في الطرف الآخر. فلم تكن قضية فلسطين قضية فلسطينية يوماً ما –كما تحاول أن تروج لها منظمة التحرير والسلطة- بل كانت ولا زالت قضية للأمة الإسلامية بأسرها.
كما تؤكد هذه التصريحات ما كنا قد كررنا ذكره من أن الأنظمة العربية هي من يحمي كيان يهود الهش ويثبت أركانه وأنها ترتبط معه بعلاقات علنية أو سرية، ولولا سهر الحكام على رعاية هذا الكيان لكان قد غاص في أعماق المتوسط أو تاه في صحراء سيناء من جديد. 
وتؤكد هذه التخوفات أن ساسة يهود يدركون مدى انفصال الشعوب في المنطقة العربية عن الحكام وحجم الهوة القائمة بينهم، مما دعا نتنياهو ليطالب بإجراءات ميدانية وترتيبات أمنية لضمان احترام أية اتفاق سلام، فنتنياهو يدرك أن هؤلاء الحكام ليسوا سوى أحجار نرد بيد أمريكا وأوروبا وأنهم لا يمثلون شعوبهم، وأن هذه الشعوب متى انقضت على الأنظمة الدكتاتورية المتسلطة عليها لن تسكت عن احتلال يهود لبيت المقدس واكناف بيت المقدس ولن تعترف باتفاقيات الحكام الباطلة ولا مواثيق الخزي والعار.
إن يهود يدركون بأنه لا مقام لهم في أرض فلسطين لولا الطغمة الحاكمة في بلاد المسلمين، لذا فحق لهم أن يتخوفوا بل أن تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت وأن ترتعد فرائصهم وهم يرون تلك الأنظمة تتهاوى وتؤول إلى الاندثار، وإننا نرى بأن التغيير الحقيقي بإقامة الخلافة على أنقاض هذه الأنظمة والتي ستقتلع كيانهم قد بات وشيكاً، ولن تنفعهم ترتيبات أمنية ميدانية ولا الشجر ولا الحجر، فلينتظروا إنا معهم منتظرون.
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)
17-1-2011م