القدس العربي - رام الله : قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقابلة بثها تلفزيون فلسطين الرسمي مساء السبت، إن شهر أيلول/ سبتمبر المقبل يعتبر محطة مهمة لدى الفلسطينيين لأنه سيشهد ثلاثة استحقاقات.
 
وذكر عباس أن الاستحقاق الأول هو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن أنه في أيلول/ سبتمبر "ستكون فلسطين عضوا كامل العضوية في مجلس الأمن".
 
وأوضح أن الاستحقاق الثاني هو أن "الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية أعلنوا أن المفاوضات الفلسطينية¬ الإسرائيلية ستبدأ في أيلول/ سبتمبر وتنتهي في أيلول/ سبتمبر فيما أن الاستحقاق الثالث هو أن خطة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية التي تنفذها السلطة خلال عامين ستنتهي في شهر أيلول سبتمبر".
وقال عباس إنه بإمكان رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أن يعقد معه اتفاق سلام خلال شهرين، وأنه لم يعد هناك حاجة للمفاوضات وإنما هناك حاجة للقرارات.
 
****
يبدو أن عام 2011 سيكون عاماً للتسول السياسي الفلسطيني بامتياز.
 
ففي ظل وضع الإدارة الأمريكية لملف الشرق الأوسط على الرفوف، وفي ظل ارتهان السلطة الدائم والمستمر للإرادة والتوجهات السياسية الأمريكية وانتظار "الفرج" منها، يطل علينا عباس بهذه التصريحات ليجسد عقلية التسول السياسي التي تهيمن على السلطة وتبعيتها التامة للقرارات الأمريكية.
 
فعباس ينتظر من الإدارة الأمريكية أن تمن عليه بعطفها لتصبح دولة فلسطين "العتيدة" (دولة ميكي ماوس وفق تعبير فياض) عضواً كاملاً في مجلس الأمن الذي كان أداة إلقام فلسطين لليهود.
 
كما أنه لا زال يتطلع حالماً إلى نهاية مفاوضات وهمية لينظر كيف تصنع الرباعية وأمريكا عند حلول هذا الموعد الهلامي.
ولا زال عباس ومن تحته فياض يتحدثون عن خطة بناء الدولة البلدية التي تقام مرافقها بأموال "المانحين" المستعمرين. بل إنه يقدم العروض "السخية" لنتنياهو ليغري الأخير دون جدوى!!.
 
إن نظرة سطحية لهذه التصريحات ولهذه التطلعات تري بأن السلطة الفاشلة سياسياً والتي لم يتبق منها سوى وظيفتها الأمنية وحمايتها لكيان يهود، تبحث جاهدة عما يمكن أن يحفظ لها ماء وجه في ظل توقف المفاوضات وفي ظل الصراعات الداخلية التي تعتريها وفي ظل استمرار البطش اليهودي الذي يعريها ويعري ما يسمى بعملية السلام.
 
إن الارتهان والتبعية للغرب المستعمر سيقود السلطة كما قاد من هو اعتى منها إلى مصير أسود، وهو المصير الحتمي الذي ينتظر كل من فرط بحقوق الأمة وضيّع قضاياها وباع أرضها ومقدساتها بثمن بخس ورضي أن يكون سيفاً مصلتاً على رقاب المسلمين، وله في الآخرة عذاب عظيم.
 
(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا)
2-1-2011