قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "لن أتنحى عن رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية لأنني صاحب مشروع وطني أمضيت عمري مناضلاً للوصول إليه وهو إقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة على حدود الرابع من حزيران بالوسائل السلمية والسياسية"، موضحا أن حل السلطة والمغادرة سيؤدي إلى فوضى.
واضاف عباس في تصريح لصحيفة الرأي الأردنية: "أن الاحتلال الاسرائيلي هو أرخص احتلال في التاريخ، وإسرائيل تحتل وليس عليها أي مسؤوليات، لها الواقع ولنا الاسم، فهذه المعادلة السخيفة يجب أن تحل، ولكن كيف؟ نحن نرى أن علينا المضي في خياراتنا كلها، نحن بدأنا في الخيار الأول، وهو الذهاب إلى مجلس الأمن من أجل وقف الاستيطان ".
وتابع : "هناك بين أيدينا الآن خيارات أخرى، وبعدها نمتلك خيارات متتابعة ومتصلة ولكن إذا فشلنا في كل شيء علينا أن نتوقف في لحظة مراجعة شاملة لنفكر في كيفية حل مشكلتنا مع الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدا على ضرورة التفكير في شيء لنضع "اسرائيل" في الزاوية.
*****
في ظل حالة الفشل والإفلاس السياسي الذي تشهده السلطة جراء سيرها خلف المشاريع الأمريكية والدولية وتعلقها بوعود أمريكا وأوهامها، يطل علينا عباس بتصريحات متناقضة، ويجتر المواقف الهزلية محاولاً إعادة صياغتها بقوالب لفظية جديدة علّها أن تلقى رواجاً إعلامياً أو تستهوي بعض الحيارى أو يتطلع إليها المفلسون سياسياً على انها إنجازات ضخمة، وقيادة "حكيمة!" لدفة الشراع الفلسطيني نحو بر الأمان وإقامة الدولة الفلسطينية "العظمى!".
إن عباس في تصريحاته هذه وحديثه عن عدم تنحيه هذه المرة من بعد ان تحدث عن الاستقالة مرات ومرات، يؤكد حقيقة أن قرار عباس ليس ملك يمينه وأن الإدارة الأمريكية هي صاحبة الكلمة الأولى والاخيرة، فهي من يبقيه وهي من يخلعه، فهي صاحبة اليد الطولى في السلطة وبأموالها واموال المانحين أنشأت اجهزتها الامنية وتمدها بأسباب الحياة. أذ أنها سبق ان طلبت منه الحديث عن التنحي عبر وزيرة خارجيتها كلينتون ففعل ولم يأبه لا لتاريخ نضالي ولا لمشروع وطني!!
ثم إن عباس يناقض نفسه بنفسه، فكيف له أن يزعم سعيه إلى التخلص من الاحتلال وإقامة الدولة "العتيدة" في ظل اعترافه بأن الاحتلال اليهودي هو أرخص احتلال، في إقرار منه ان السلطة بأجهزتها الامنية تقوم بمهام الاحتلال الأمنية منها والمدنية، وقد سبق ان شهد الاحتلال لها بذلك؟! إلا إذا كانت الدولة التي يسعى لها عباس وامضى حياته يناضل في سبيل تحقيقها هي تلك الدولة التي تأخذ على عاتقها إنهاء عذابات اليهود وحماية كيانهم وان تكون جسراً لتطبيع العالم الإسلامي معهم!!.
إن حديث عباس عن بحثه عن شيء "يحشر" اسرائيل في الزاوية، هو كلام فارغ وتضليل، يكذبه استمرار التنسيق الأمني بين السلطة ويهود بالرغم من كل ما يفعله يهود ويقترفون من جرائم وتهويد للقدس، ويكذبه إسقاط خيار حل السلطة، الخادم الأمني المطيع لكيان يهود، وإسقاط خيار العمل المسلح، والاقتصار على "مراجعة شاملة لنفكر في كيفية حل مشكلتنا مع الاحتلال الإسرائيلي" في حال فشل كل خيارات السلطة بما فيها بدائلها الهزيلة عن المفاوضات كاللجوء لمجلس الأمن. فكيف يمكن لمن كانت هذه خياراته أن "يحشر" كيان يهود في الزاوية؟!!
إن من رمى نفسه وإرادته السياسية إلى أحضان أمريكا والدول الأوروبية وزج بقضية أرض مباركة في دهاليز أعداء الأمة سيصيبه سوء العاقبة والخسران في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.
إن فشل السلطة السياسي وتفريطها بالأرض المباركة هو أمر معروف مسبقاً إذ أنها لم تخرج من رحم الأمة حتى تحافظ على مقدساتها وقضاياها بل كانت جنين مسخ من علاقة سفاح بين القوى الاستعمارية وكيان يهود. فهل يبقى أزلام السلطة يضللون ويتغنون بما يسمونه زوراً وبهتاناً مشروعاً وطنياً وهو لا يعدو تنفيذا لمخططات المستعمرين؟!!
إن الواجب تجاه كيان يهود هو استئصاله من جذوره والقضاء عليه قضاءً مبرماً ومرة واحدة وللأبد، ولن يقوم بهذه المهمة أناس مردوا على فتات المانحين المستعمرين ونشأوا في كنف المحتلين، بل يقوم بها مؤمنون مخلصون في جيش عرمرم تحت راية التوحيد وبإمرة أمير المؤمنين.
(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)
19-12-2010م