ندّدت ماري لوبن في أوج حملتها الحزبية لرئاسة الجبهة الوطنية مساء الجمعة في ليون بـ"صلوات الشارع" التي يؤديها المسلمون في شوارع فرنسا وشبهتها بالاحتلال النازي.
 
وقالت "أنا آسفة، لكن بالنسبة الى الذين يحبون التحدث كثيراً عن الحرب العالمية الثانية، فإذا كان الامر يتعلق بالحديث عن الاحتلال، فيمكننا الحديث عنه، لأن هذا احتلال للأرض".
 
وأضافت لوبن "انه احتلال لأجزاء من الأراضي، لأحياء تطبق فيها الشريعة، انه احتلال. بالتأكيد ليست هناك مدرعات ولا جنود، لكنه احتلال في ذاته وهو يلقي بثقله على السكان".
 
*****
 
إن تصريحات لوبن آنفة الذكر تؤكد حقيقة عداء الطبقات السياسية في دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا للإسلام.
 
لقد سعت الدول الغربية المفككة اجتماعياً والمتضعضعة اقتصادياً والتي تعاني الأزمات تلو الازمات في مجالات شتى، إلى إيجاد عدوٍ افتراضي تعلق على شمّاعته التدهور الحاصل في تلك البلدان جراء القوانين والانظمة الرأسمالية الجائرة.
 
ولقد بات واضحاً لكل مراقب أن الأحزاب اليمينية والتي تجاهر بعدائها للإسلام في صعود في بلدان الاتحاد الأوروبي جراء حملات التضليل الإعلامي وتواطؤ السياسيين الغربيين، كما أصبح جلياً أن كل سياسي يسعى للوصول إلى المراكز العامة في تلك البلدان يتخذ من الهجوم على الإسلام والمجاهرة بعدائه سلّماً لذلك.
 
إن ممارسات دول الاتحاد الأوروبي ومن قبلها أمريكا تجاه المسلمين وتضييقها الخناق عليهم وعدم تمكينهم من اداء شعائرهم والالتزام بأحكام دينهم تؤكد الأمور التالية:
 
1.       كذب دعاوى الحريات التي تتغنى بها الدول الغربية، وفشلها في الاختبار العملي امام المسلمين، مما يؤكد أن الدعوة للحريات وخصوصاً حرية الاعتقاد كانت دعوة تستهدف محاربة الإسلام ونزعه من صدور المسلمين، لكن لما تعدى الامر ذلك ضربت تلك الدول بالحريات وأسها عرض الحائط وجعلت من قضية المسلمين وأدائهم لشعائر دينهم والتزامهم باللباس الشرعي وحتى إطلاقهم للحاهم قضية أمن قومي!!!.
 
2.       فشل الغرب في صهر المسلمين في المجتمعات الغربية، وفي ذلك دلالة على مدى تمسك المسلمين بأحكام دينهم، وانه بالرغم مما مورس عليهم من حملات تضليلية وتضييق وملاحقات بقي المسلمون في الدول الغربية أكثر انضباطاً والتزاماً بأحكام الإسلام من أي وقت مضى. الأمر الذي يدل على فشل الفكر الغربي وعدم صموده امام جاليات مسلمة لا تستند لدولة مبدئية ترعاها وتدعمها، فكيف لو وجدت تلك الدولة؟!
 
 
3.       لقد بات محاربة الإسلام تحت مسمى التطرف والإرهاب هو المبرر لكثير من السياسات الغربية الداخلية والخارجية، الأمر الذي تسعى من خلاله الدول الغربية إلى ايجاد فجوة بين الشعوب الغربية والإسلام خشية أن تلمس تلك الشعوب عدل الإسلام وإقناعه للعقل وموافقته للفطرة. فتزايد أعداد المعتنقين للإسلام من أصول غربية تخيف تلك الأنظمة.
 
إن دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا لا تفرق بين مسلم ومسلم في عدائها وحربها، وهي لا تعطف على الفلسطيني في فلسطين وتقمعه وتضييق عليه في فرنسا أو ألمانيا او الدنمارك او بريطانيا او أمريكا، بل هي تنتهج سياسة معادية للإسلام واهله في بلادها وفي كل أرجاء المعمورة، وتأخذ تلك السياسة أشكالاً متعددة بحسب الواقع، فهل يدرك اللاهثون خلف أموال المانحين الأوروبيين والامريكيين والذين رهنوا قرارهم ومصير الأرض المباركة والمقدسات بهؤلاء الأعداء انهم إن لم يكونوا شركاء لهؤلاء في مخططاتهم وحربهم ضد الإسلام كانوا على أقل تقدير مطايا وأدوات؟!
 
12-12-2010م