رام الله - القدس - أظهر استطلاع نشره المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أمس أن غالبية الجمهور الفلسطيني 56.1 في المئة يعارضون استئناف المفاوضات في ظل استئناف أعمال البناء في المستوطنات، وقال 34.3 في المئة إنهم مع حل السلطة في حال فشلت جهود السلام، وأيّد 31.3 في المئة الإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة من جانب واحد، واختار 29.7 في المئة تصعيد المقاومة ضد الاحتلال.
*****
كثيراً ما نرى على وسائل الإعلام استطلاعات رأي مشابهة، تتناولها وتتداولها الوسائل دون أن تحاكمها مكتفية بأنها صادرة عن مراكز استطلاع معتبرة!.
إن ما تتمخض عنه تلك الاستطلاعات غالباً ما يكون مغالطات لتوجه الناس الحقيقي، وغالباً ما تكون الأسئلة الموجة للشريحة المستطلعة ذو قالب فكري بعيد عن فكر الأمة المتجذر في اعماقها والذي ضحت في سبيله طوال قرون.
ماذا لو كانت الأسئلة التي توجه للناس على غرار آخر وبنمط لم تعتد عليه أو تتجنبه مراكز الاستطلاع؟!
أليس الحديث عن التفاوض في ظل الاستيطان أو عدمه هو إقرار به في كل الأحوال؟! أليس الحديث عن حل السلطة أو عدمه هو إقرار بشرعية نشوئها؟! أليس تجنب الحديث عن التحرير وتسيير جيوش الأمة لتحقيق ذلك هو إسقاط لهذا الخيار الرئيس بل الوحيد الكفيل بتحرير فلسطين؟!
ماذا لو كانت أسئلة الاستطلاع على نحو آخر هل تكون النسبة 56%؟ فلو كان استطلاع الرأي يسأل الناس مثل هذه الأسئلة؛
هل أنت مع التفريط بأرض فلسطين؟
هل أنت مع اعتبار حيفا ويافا أراض "إسرائيلية" ولا حق للمسلمين أو أهل فلسطين بها؟
هل انت مع مودة اليهود وموالاتهم لا سيما وأنهم لازالوا يغتصبون جزءاً من ارض المسلمين؟
هل أنت مع سيطرة اليهود على مقدسات المسلمين باتفاقيات أم بغيرها؟
هل أنت مع تحرك جيوش المسلمين للقضاء على الكيان اليهودي المغتصب؟
هل أنت ضد الحلول التي تقدمها الشريعة لقضية فلسطين ومع ما تقدمه أمريكا من بدائل؟
لو سئل الناس هذه الأسئلة وأشباهها بما فيها من ارتباط بعقيدة الأمة وتذكير لها بها، فهي أمة إسلامية وليست بلا دين أو مجردة منه، فهل سيكون نتائج مثل هذا الاستطلاع ما يلبي طموح السياسيين؟!! أو يخدم أغراضهم وتبرير أفعالهم؟!! وهل ستكون نتائج الاستطلاع هي أغلبية خجولة 56%؟ قطعا لا.
 
لا شك أن استطلاعات الرأي تنبع من توجهات فكرية وسياسية، ولذلك يجب أن تنبثق من عقيدة الأمة وشريعتها لا أن تخالفها في الكليات والجزئيات!!.
كما أنه لو اتفقت الأمة –جدلاً- على جريمة او ضلالة فلا عبرة لاتفاقها، لأن الامة ليست مصدراً للتشريع بل التشريع والسيادة لله وأوامره.
 لذلك يجب على مراكز الاستطلاع في بلادنا أن تعبر عن الأمة وتطلعاتها وشريعتها وتظهر الصورة المشرقة للمسلمين والذين يرفضون إعطاء الدنية في دينهم كما يرفضون السير كالأنعام في مخططات المستعمرين؟!
 
6-11-2010م