قناة المنار: أقرّ مجلس الأمن القومي التركي والذي يجمع القيادتين السياسية والعسكرية برئاسة رئيس الجمهورية النسخة الجديدة من الدستور السري، أو "الكتاب الأحمر" الذي يُعَدّ الوثيقة الرسمية الأهم في تحديد الاستراتيجيات العريضة التركية الخارجية والداخلية لخمس سنوات مقبلة.
 ومن أبرز العناصر الجديدة التي أدخلت إلى النص هو تصنيف "إسرائيل" بأنها "تهديد رئيسي لتركيا". وهذا يعد تطوراً جديداً يطرأ على العلاقات التركية ـ "الإسرائيلية"، والذي وصف بأنه قد يكون أشد خطورة من مجزرة "اسطول الحرية" 31 أيار/مايو الماضي،
وجاء أنه في الفصل المخصَّص لـ"التهديدات الخارجية لتركيا وعلاقاتها الخارجية"، وردت العبارة الآتية: "يجدر التركيز على أن انعدام استقرار المنطقة بسبب النشاط الإسرائيلي، وسياسات اسرائيل التي قد تسبّب بسباق تسلُّح في المنطقة، هما تهديد لتركيا".
*****
وللتعليق على هذا الخبر نذكر الأمور التالية:
1.       إن كيان يهود هو كيان مغتصب وجسم سرطاني خبيث زرع في قلب بلاد المسلمين ليحول دون وحدتها، وهو بذلك يجب إزالته منذ نشأته، وهذه النظرة يجب ان تبقى ملاصقة لهذا الكيان المسخ لا أن يكون وصفه بالعدو أو التهديد وصفاً آنياً او مرحلياً مرتبطاً بتقلبات السياسة "الإسرائيلية". وكل تخلي عن هذه النظرة المبدئية هو تفريط بأرض فلسطين ومقدسات المسلمين.
2.       إن وصف كيان يهود المسخ بالتهديد هو تضخيم لهذا الكيان الكرتوني، ومحاولة لتبرير السياسات المنبطحة والمتخاذلة أمام إجرام هذا الكيان، ولقد أثبتت حرب تموز عام 2006 أن هذا الكيان هو نمر من ورق. وإذا كان كيان يهود قد بان زيفه أمام جماعة مسلحة مقاومة فهو امام الدول وجيوشها أشد ضعفاً.
3.       إن وصف كيان يهود بالتهديد لتركيا لم يكن نتيجة ما ارتكبته من مجزرة بشعة بحق سفن الإغاثة التركية (أسطول الحرية)، ولا بسبب احتلاله لأرض الإسراء والمعراج، بل بسبب أن "سياسات اسرائيل التي قد تسبّب بسباق تسلُّح في المنطقة"، الأمر الذي يدل على ان هذا التصنيف لم يكن بإرادة ولأسباب ذاتية تركية بل حفاظاً على سيادة أمريكا والغرب في المنطقة امام الجموح "الإسرائيلي". والدور التركي المساند لأمريكا والغرب في كل من أفغانستان والعراق ووساطته بين كيان يهود وسوريا ظاهر بيّن.
4.       إن هذا التصنيف هو محض هراء لا قيمة فعلية له، وإلا فكيان يهود لم يهدد تركيا فحسب بل أراق دم أبنائها وانتقص من كرامتها بل مرغها في التراب، في مجزرة شهد على جرمها العالم بأسره، ولم يحرك حكام تركيا تجاه ذلك ساكنا، غير جعجعة الخطابات الرنانة دون أي طحن. فهل تصنيف كيان يهود ضمن الكتاب الاحمر التركي بالتهديد الرئيسي يمكن أن يحدث فرقاً؟!!
إن كيان يهود لم يكن في يوم من الأيام تهديداً حقيقياً ولن يكون، فهو أوهن من بيت العنكبوت، غير أن الحكام والأنظمة الجاثمة على صدر الأمة قد جعلت منه بعبعاً وأسداً هصوراً ليخشاه المسلمون ويرهبونه وليمرر الحكام تخاذلهم وخياناتهم.
والحقيقة أن كيان يهود ما كان ليكتب له الحياة في وسط المسلمين ولا أن يعيش مغتصباً لبقاعهم المباركة لولا حماية تلك الأنظمة له وسهرها المتواصل إلى الآن على أمنه.
لقد آن للأمة أن تقتلع الأنظمة التي تحمي هذا الكيان وتقيم الخلافة الراشدة الثانية التي ستحرك الجيوش نحو فلسطين فتحررها وتطهرها من رجس يهود فتقتلع هذا الكيان المسخ وتجتثه من جذوره.
30-10-2010م

{jcomments on}