تناقلت وسائل الإعلام أخبار الاتصالات التي يجريها وفد مجموعة الحكماء الدوليين مع حركة حماس، وأفاد كارتر بأن وفد الحكماء أجرى مباحثات بنّاءة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تطرقت إلى مواضيع المصالحة ومبادرة السلام العربية، وقال كارتر: "نعتقد أنه ينبغي أن تكون حماس جزءا من عمليات السلام القائمة لأنه لا يمكن التوصل إلى السلام دون إشراك حماس"، مشيرا إلى أن قادة حماس أكدوا أنهم لن يقفوا في طريق تنفيذ مبادرة السلام العربية رغم تحفظاتهم الكبيرة عليها والتي أبلغوها للسعودية. وأضاف "انطباعي أن جميع قادة حماس يرغبون في العيش بسلام على أرض 1967، وهناك استثناءات من جانب حماس وكذلك من الجانب الإسرائيلي".
واعتبرت حماس تلك الاتصالات "خطوة تعبّر عن إدراك حقيقي للقيادات السياسية والنخب الدولية لدور ومكانة المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس"، ورحب مسئول العلاقات الخارجية في الحركة أسامة حمدان بـ"الجهد الذي يقوم به الوفد"، وأقرّ أن اللقاء تضمن "نقاشاً عميقاً ومهماً بين الطرفين، حيث تم بحث ملفات المصالحة الوطنية وعملية التسوية والحصار المفروض على قطاع غزة". وقال إن "المطلوب الآن الضغط على الاحتلال والإقرار بالحقوق الفلسطينية والعربية".
*****
إن نبرة القبول بالحل السلمي لقضية فلسطين تزداد تصاعدا في خطاب حكومة حماس وسياسييها، وهو ما يشير إلى أن عملية ترويض أتباع الحركة قد قطعت شوطا طويلا على غرار الشوط الذي كانت قد قطعته منظمة التحرير التي حوّلت المناضلين إلى موظفين في مشروع السلطة.
وصار الحديث المنسوب للقياديين في حماس حول تمرير المبادرة العربية الخيانية وحول التسوية الباطلة وحول الرغبة في العيش بسلام على أرض 1967، لا يثير حفيظة من يعتبرون أنهم أصحاب مشروع إسلامي، بل صارت لقاءات كارتر، الذي ورّط السادات في الخيانة فأورده الهلاك على يد خالد الإسلامبولي رحمه الله، إنجازا للحركة على صعيد الاعتراف الدولي تتفاخر به.
إن الواجب الواضح على قيادات حماس إذا كانت رافضة لما ينسبه كارتر لها من قبول بمسيرة الأنظمة الخيانية أن تتبرأ من تلك التصريحات، بل وأن ترفض قبول الجلوس معه، لئلا تلطخ سمعتها السياسية بالاقتراب من القوى الاستعمارية ومن وحل الأنظمة العربية التي أسلمت قضية فلسطين لأعداء الأمة وتخلّت عن واجبها تجاهها.
إنه لمن المؤسف على القيادات الفلسطينية أن ترهن قضاياها بالدول والساسة الغربيين، وأن تبحث كل كبيرة وصغيره في شأنها معهم، وإلا فما علاقة أولئك الساسة الغربيين بملف المصالحة الوطنية لو لم تكن محل أخذ ورد من قبل القوى الغربية الاستعمارية؟!
إن المخلص الذي يسعى لحل قضية فلسطين على أساس الإسلام يدرك أن المطلوب هو العمل الجاد لتحريك جيوش المسلمين من ثكناتها لا تحريك القيادات الغربية من أجل الضغط على دولة مارقة مجرمة تعتبر نفسها فوق كل قانون.
وإننا إذ نتألم على توريط حماس في المسيرة السلمية، لا نحب أن نترك إخواننا لقمة سائغة بأيدي شياطين السياسة الغربية الذين حاكوا ويحيكون المؤامرات ضد قضية فلسطين.
كما اننا نتوجه بالنصيحة إلى قادة حماس من أن مشاريع الغرب الرأسمالي لا يمكن أن تتلاقى مع مشروع الأمة الإسلامي، وأن كل اقتراب من مشاريع الغرب هو ابتعاد عن مشروع الأمة.
ولذلك نوجه دعوة لأتباع حماس ومؤيدوها أن يبادروا إلى تفعيل المحاسبة السياسية الشرعية لقياداتهم ليحافظوا على جوهر الصراع مع المحتل على أساس الإسلام، وليمنعوا أي زحف نحو السلام المزعوم قبل أن يصلوا إلى ما وصل إليه رجال المنظمة.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "
20-10-2010

{jcomments on}